أيّتُها المياهُ الّتي سُجِنت في دهاليزِ الجهلِ!!
طالت ليالي الحزنِ
طالت ليالي الظمأِ
في العاداتِ والأعرافِ تُسجنُ أنهارُ الأحلامِ!!
ويسرحُ الرّصاصُ المتسكّعُ في شوارِعِنا!
من ثقوبِ الفراغِ،
أو من جلابيبِ الجهلِ!
وأتساءَلُ..
مَن هي الضحيّةُ؟!
طُرُقاتُنا تورّمت،
وأقدامُنا تاهت فوقَ الجسورِ!
والخلاصُ يستترُ تحتَ الوسائدِ!
ينهبُ العقولَ والجيوبَ!
كان الرّجلُ جبلًا
تزلزلت أقدامُهُ؛
فغاصَ في باطنِ اللّاحيلةَ لهُ!
يطأهُ الخذلان!
أعمَتنا براثنُ الماديّةِ
وهربَ النورُ من قلوبِنا!
ولم يبقَ لنا غيرُ ظلامِ الخنوعِ!
وحفنةٌ من بذورِ الإنسانيّةِ.
لقد شوّهَنا الجهلُ!
وأعلنا الحربَ على النًورِ!
العنفُ يأكلُ لحمَنا!
والجهلُ يعوي على الشّفاهِ!
والألسنُ تبصقُ النّفاقَ واللّامعقولَ!
ظمأُنا ليسَ في الأفواهِ!
نَحِنُّ إلى أنهُرٍ تصهلُ حريّةً!!
تقتلعُ الأورامَ المكتسبةَ،
وظلامَ العيونِ؛
ولا تُبقي في الأوديةِ
غيرَ إنسانيّتنا!!