جاءنا من النّاطق الرّسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، الشّاعر علي هيبي: في أمسية أدبيّة وثقافيّة عنوانها: “لغتي هويتي”، وفي إحدى قاعات فندق “رمادا” في الناصرة، استقبل جمهور نوعيّ من أعضاء الاتّحاد وأصدقائه، وبحفاوة كبيرة يوم الأربعاء الماضي، الموافق لِـــ 12/2/2023، عضوي الاتّحاد، الكاتبين د. محمد حبيب الله وإيفا شقحة، المحتفى بهما لإشهار أعمالهما الإبداعية حول اللغة العربيّة وطرق تدريسها والعقبات التي تواجهها.
أدارت الأمسية بجدارة، الكاتبة خالديّة أبو جبل، وافتتحتها بكلمة ترحيبيّة جاء فيها: “الجمهور الكريم، أرحب بكم في ناصرة الجليل عاصمة الثقافة والعلم والأدب التي تجمعنا على حبٍّ عظيم هو حبّ لغتنا العربيّة ومبدعيها الذين ذابوا عشقا بها ووهبوها حياتهم. تحتفي هذه الأمسية بنجميها العاشقين للغة العربي.: الكاتب د. محمد حبيب الله والكاتبة إيفا شقحة.
بعد افتتاحيّتها، دعت عريفة الأمسية د. محمد هيبي، أمين عامّ الاتّحاد ليلقي كلمته. وممّا جاء فيها: “يعتزّ “الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين”، بنشاطاته الأدبيّة والثقافيّة، وبهذه الأمسية لأنّها تأتي دعما لأدبائنا وانتصارا للغتنا العربيّة”. ثم تطرّق لدور الاتّحاد في رفع مكانة اللغة العربيّة وضرورة مواجهة أعدائها. وأكّد أيضا على ضرورة العمل على تعريب قرانا وجعل اللغة العربيّة لغة مميّزة عن غيرها في تسمية المرافق والمؤسّسات، حيث يظهر الخلل جليّا عند رؤية الإعلانات واليافطات في واجهات المحلّات التجاريّة في شوارع مدننا وقرانا.
جاءت الأمسية احتفاء بكاتبين مميّزين. في قسمها الأول تمّ الاحتفاء بالكاتب د. محمد حبيب الله وكتابيه: “لغتي هويّتي”، و”لكي تكون مثقّفا”. وفي مداخلته واستعراضه لأبواب الكتاب، أشاد عضو إدارة الاتّحاد، الكاتب نظمات خمايسي، بجهود حبيب الله، واعتبر كتابه، “لغتي هويّتي”، جهدا يُضاف إلى الجهد الوطنيّ للحفاظِ على اللغة العربيّة، فقد جاء ردّا على قانون القوميّة العنصري الذي همّشَها. وقد أشار خمايسي إلى أنّ تهميشُ اللغة يعني تهميشَ أصحابها.
أمّا د. أسامة مصاروة، عضو إدارة الاتّحاد ونائب رئيسه، وفي استعراضه لكتاب “لكي تكون مثقّفا”، قال: “تذكرت ما قاله أفلاطون وعلى لسان استاذهِ سُقراط في حواراتِهما والتي نشرها أفلاطون في كتابه “جمهورية أفلاطون” حيث استقصى فيه مفهومَ المجتمعِ المثاليِّ الذي لا يتكوَّنُ إلّا إذا كان الفردُ مثاليًا أو عادلًا، وذلك من خلال حواراتٍ مع بعض أصدقائه الفلاسفةِ حول مفهوم الحقيقة، والخير والمعرفة ودَور التعليم في كلّ ذلك. وبدون أن أدري وجدتُني أختار للكتاب عنوانا آخر هو “جمهورية د. محمد حبيب الله”.
وأمّا المحتفى به الأول، الكاتب د. محمد حبيب الله، فقد رحّب بالحضور وشكر كلّ من ساهم بتنظيم الأمسية وإنجاحها، وبشكل خاصّ رجل الأعمال، السيّد زياد عمري، صاحب فندق “رمادا”، الذي تبرّع باستضافة الأمسية في إحدى قاعات فندقه. بعد ذلك تطرّق حبيب الله إلى كتابيه معلّلا أسباب وضعهما. الأوّل، “لغتي هويّتي”، وضعه ردّا على “قانون القوميّة” وعنصريّة من وضعوه، وخاصة ما جاء فيه من موقف عنصريّ تعسّفي تجاه الأقليّة القوميّة العربيّة وتهميش لغتها. وأمّا الثاني، “لكي تكون مثقّفا”، فقد أشار إلى أنّه يحتوي على أكثر من ثلاثين ثقافة يجدر التحلّي بها وتذويتها من قبل الأهل في نفوس أبنائنا”.
في القسم الثاني من الأمسية، تمّ الاحتفاء بالكاتبة، إيفا شقحة، وبحقيبتها المميّزة، “لغتي هُويّتي”، والتي تهدف إلى تقريب اللغة العربيّة الفصحى للأطفال وتحبيبهم بها.
في مداخلته حول الحقيبة، قال عضو إدارة الاتّحاد، د. مروان مصالحة: “تمتاز اللغة العربية بظاهرة الازدواجية في اللغة. الطفل العربيّ منذ ولادته ووفق مراحل النمو اللغويّ، يكتسب اللغة المحكيّة، بينما لا ينكشف على اللغة الفصحى إلّا متأخّرا، في الروضة مثلا، عند الاستماع لقراءة قصة. ولذلك قامت الأديبة إيفا شقحة بتحضير حقيبتها الموسومة بـِ “لغتي هويّتي”، وهي حقيبة تدريبيّة ترمي إلى تحضير الطفل للقراءة في الصفّ الأول”.
وفي كلمتها أشارت الكاتبة، إيفا شقحة، إلى أنّ “لُغتي هُويّتي” هي حقيبة تعليميّة تستخدم وسائل متنوعة تجعل عملية اكتساب الحروف أمرًا سهلاً ومشوّقًا. وتكمن أهميّتها بكونها أوّل حقيبة تعليميّة أُعدّت لهذا الغرض. وتتكوّن من عدّة مهامّ وبطاقات متعدّدة الاستعمال، لتحضير الطّفل للقراءة والكتابة. وهي عمليّة ليست سّهلة أبدًا، لأنّ كلّ حرف في اللّغة العربيّة يُكتب مع الحركات بـستّة (6) أشكال، أوّل الكلمة ووسطها وآخر ها. ولذلك اعتمدت الكاتبة مهامّ مختلفة الأهداف تُساعد على تحضير الأطفال لاكتساب المهارات التي تساعدهم على اكتساب القراءة والكتابة بشكل سلس ومُمتع.
وجدير بالذكر أنّ الأمسية اختتمت بوصلة من روائع المطرب الكبير، محمد عبد الوهاب، قدّمها مشكورا، الفنّان علاء عزّام الذي أتحف الجمهور بصوته ونغمات عوده.