كشف تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” صباح اليوم الجمعة، عن الأشخاص الذين يقفون وراء ما تسمى بجمعية “عتدينا”، التي تتوغّل في بلدات عربية بذريعة “تعزيز اندماج المواطنين العرب في المجتمع الإسرائيلي، في الدولة وفي مؤسساتها”.
وقالت “هآرتس” إنّ الذين يقفون وراء “عتيدنا” ليسوا محسوبين على ما يسمى باليسار الصهيوني، أو حتى من أحزاب الوسط، بل هم من أعماق اليمين الصهيوني المتطرف، إذ كان وزير ما يسمى بـ”المساواة الاجتماعية” عميحاي شكلي، الذي دعا سابقًا إلى نقل سكان وادي عارة والطيبة وكفر قاسم وباقة الغربية إلى الضفة الغربية المحتلة، أحد مؤسسي الحركة ولعب دورًا مركزيًا في صياغة رؤيتها.
وأشار التقرير إلى أنّ رئيس مجلس الإدارة هو إيريز إيشيل، من سكان مستوطنة كفار أدوميم، مؤسس مشروع التدريب ما قبل الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال وشخصية ذات تأثير استراتيجي على اليمين الاستيطاني، وهو أيضًا المسؤول عن المباراة السياسية بين بينيت وأيليت شاكيد، والذي يقف وراء إنشاء منظمة “هشومير هحداش” والزيارات الطلابية إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل.
والرئيس التنفيذي المشارك لـ “عتيدنا” هو عميت درعي، أحد مؤسسي عصابة “جنود الاحتياط في الخطوط الأمامية” الذي عمل ضد التنظيمات اليسارية وقاد الهجوم على منظمة “شوفريم شتيكاه” (كسر الصمت) التي تفضح جرائم الاحتلال من خلال توثيقات لجنود مسرحين تواجدوا في الأراضي المحتلة.
أمّا كاتب المحتوى الإعلامي فهو حنان عمور، صحفي يميني وداعم مخطط “الترانسفير” له سجل حافل من التصريحات التحريضية ضد العرب إذ وصفهم في السابق بأنهم “أكثر الأمة همجية في العالم”. وشخصية رئيسية أخرى هي يفعات سيلا، رئيسة “أمونة”، الحركة النسائية القومية الدينية، وكذلك ابنة ناتان إيشيل، المستشار المقرب لبنيامين نتنياهو.
وعندما ندرك من هي الشخصيات التي تقود “عتدينا”، قد يكون أسهل لنا تخمين الاتجاه الذي تسعى لها، وهكذا، بهدوء، مع العمل الميداني “الصبور” وبتمويل من المانحين اليهود الأمريكيين، تنشأ حركة شبابية عربية- صهيونية تسعى جاهدة لإحداث تغييرات عميقة في المجتمع العربي. تعمل الحركة على الترويج للقيم الصهيونية على غرار اليمين، وترسل وفودًا إلى معسكرات الإبادة في بولندا، وتسعى بشكل غير معلن أيضًا إلى تجنيد العرب في جيش الاحتلال، هدفها تنشئة جيل جديد من العرب الصهاينة “عرب صالحون”.