خلود فوراني سرية-
نظم نادي حيفا الثقافي أمسية ثقافية تم فيها إشهار رواية ” زمن القناطر” الصّادرة عن دار ومضة للنّشر والتّوزيع للكاتب الفلسطيني عامر سلطان .
افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور رئيس النادي المحامي فؤاد نقارة وأدارتها الكاتبة غادة عيساوي.
وفي باب المداخلات، جاء في مداخلة الباحثة والمحاضرة لبابة صبري، أن رواية “زمن القناطر” رواية إنسانيّة عميقة، تتناول مسائل غنيّة متعدّدة، إذ يستمرّ الكاتب في روايته في المضيّ إلى الأزمنة مسكونًا بسؤاله عن الوضع الاجتماعي والثقافيّ الفلسطينيّ، عن الزّمن والوجود، عن الذاكرة ومقدرتها على التخيّل. يقدّم لنا بروايته عملًا ملحميًّا لحياة مدينة الخليل. ويجعل القارئ مشاركًا للأحداث والمواقف والشعور؛ حيث يقوم القارئ بالتفكير اجتماعيا وثقافيًا وسياسيًا وبالتساؤل الوجودي الإنساني الفلسطيني. ومن خلال الرواية يتعرّف القارئ إلى الحقيقة في متخيّل التاريخ وفي الزمانية الملتبسة.
أما الشاعر عبد الباسط اغبارية فتناول بمداخلته الانطباع الذي تركته الرواية مشيرا بشكل عابر وواضح على عدم كمال هذا العمل الادبي من ناحية، ولكن مشددا على كونه إطلالة إلى عوالم كاتب وروائي قلّ ما قرأ بمستواه الحسي، وصِدق مشاعره، ومقدرته على إحالة هذا الفيض العارم من الشاعرية الى نثر روائي إلى درجة من العذوبة والصدق. وأضاف، رواية زمن القناطر تبرز كاتبا وجدانيا يغرف من بحر سلس يمور ويصخب من أعماقه لا من أمواجه في كتابة شاعرية جزلة غنية وسلسة.
وفي مداخلة للكاتبة صباح بشير حول الرواية بعنوان “استحضار الذاكرة في رواية زمن القناطر” جاء: في هذه الرواية يعيد الزّمن استعادة الحياة الماضيّة من خلال نفض الغبار عن ذّاكرتنا الجمعيّة، وذلك باسترجاع تلك اللّحظات المضيئة التي غدت ماضوية، فيستحضرها الكاتب ويبثُّها في نفوس القرّاء من جديد.
كما أشارت بشير أن هذه الرواية تعرّي الواقع السّياسيّ، وتكشف القيود التي حرص الآخر على رسمها، لتعيش الضّحيّة تحت قوانين جلّادها بصرامة مجحفة لا تجيز لها الحياة.
في الختام كانت الكلمة لصاحب العمل الكاتب عامر سلطان حيث شارك بدوره عبر سكايب لتعذر حضوره بسبب قوانين المنع وحواجز سلطة الاحتلال.
يجدر بالذكر أنه تخلل الأمسية قراءة شعرية قدمتها اليافعة نعيمة عبد الباسط اغبارية حيث ألقت قصيدة ” أيها السيدات والسادة” للشاعر التونسي أنيس شوشان، تفاعل معها الحضور.