نظمت “حرية”، وهي حراك يسعى إلى موضعة الاحتلال على أجندة فلسطيني الـ 48 في الذكرى الـ 56 عامًا لحرب حزيران عام 1967، أمس السبت (10.6.23) جولة خاصة إلى سبسطية التاريخية، الواقعة شمال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، للوقوف على آخر التطورات في المنطقة التي تعاني في الفترة الأخيرة من أكبر مشروع تهودي والهادف إلى الاستيلاء على موقعها الأثري.
وشارك الجولة العشرات من الناشطين والناشطات من مجتمعنا في الـ 48 من الجليل إلى النقب، والذين بدأوا الجولة بلقاء رئيس بلدية سبسطية محمد عازم الذي قدّم شرحًا عن المخطط الأخير.
وفي بداية اللقاء، رحّب المحامي سامح عراقي، من قيادة حراك “حرية”، بالحضور موضحًا أهمية تعزيز التواصل الفلسطيني- فلسطيني وضرورة العمل على رفع وتعزيز وعي مجتمعنا، لا سيما الشباب، لإسقاطات الاحتلال، مؤكدًا أنّ مكانة ووضعية جماهيرنا العربية مرتبطة بشكل عضوي بالاحتلال وذهنيته، وأنّ أي نضال يرتكز على مطالب مدنية مع عزل المطالب السياسية يعد مساومة للحصول على فتات، فما يحدث في النقب لا يختلف عما يحدث في سبسطية وما يحدث في طمرة وقلنسوة من هدم بيوت وتفشي العنف تحركه ذهنية واحدة وهي ذهنية الاحتلال وترسيخ الفوقية والتبعية اليهودية وإبقاء الشعب الفلسطيني تحت سيطرة تامة ودائمة ومنحهم في أحسن الحالات مطالب عينية وسط الاستمرار بفرض مشروع هيمنة وسيطرة على المكان وعلى الرواية.
وقال عازم انّ بلدة سبسطية التاريخية تُواجه أضخم مشروع تهويدي للموقع الأثري فيها، فيما تبدو خيارات السلطة الفلسطينية محدودة في التعامل معه والتصدي له.
*32 مليون شيكل لمخطط تهويدي*
وكانت الحكومة الإسرائيلية، صادقت مؤخرًا على تخصيص 32 مليون شيكل لترميم موقع حديقة سبسطية الأثري، بناءً على مقترح من وزير حماية البيئة عيديت سيلمان (الصهيونية المتدينة) ووزير السياحة عميخاي إيلياهو (قوة يهودية)، بزعم “أن السلطة الفلسطينية تحاول الاستيلاء على الموقع الأثري -حديقة سبسطية- بشكل غير قانوني”.
ووفقاً للمقترح، ستقوم سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية ببلورة خطة إعمار وترميم للمكان خلال 60 يومًا، بما في ذلك إقامة مركز سياحي يهودي في المكان.
كما يتضمن شق شارع التفافي داخل المنطقة الأثرية ليخدم الحركة الاستيطانية فقط، ووضع شباك وسياج وكاميرات حماية وبرج عسكري داخل المنطقة الأثرية، بالإضافة للتنقيب عن قبور “أجدادهم”، وفق زعمهم.
ويقع جزء من الموقع المستهدف في المنطقة المصنفة (ج) وفقًا لاتفاقيات “أوسلو”، وبالتالي فهي تخضع للسيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية الكاملة.
ووفق العازم تمتد المرحلة الأولى من المشروع التهويدي على مساحة 152 دونما، ومع الانتهاء من كافة مراحله يكون الاحتلال قد استولى على نحو ألف دونم.
ووصف عازم المشروع بأنه الأخطر على الإطلاق؛ فالهدف الحقيقي من ورائه فرض السيطرة المطلقة على كامل المنطقة الأثرية.
وعن المطلوب من فلسطيني الـ 48، اهاب عازم بجماهيرنا التصدي مع سكان سبسطية للمشروع من خلال الوصول إلى الموقع الأثري ودعمه والانضمام إلى مساعي رفضه من قبل السكان.
ولاحقًا توجه المشاركون إلى جولة في البلدة للتعرف إلى المواقع الأثرية المختلفة، حيث حصل المشاركون على معلومات سياسية وتاريخية عن المواقع من المختص السياسي أشرف الشاعر، لتستمر الجولة إلى الموقع الأثري والتعرف إليه من خلال الجولة الميدانية ومن خلال فيلم خاص تناول المنطقة تاريخيًا وايضًا عرضت انتهاكات المستوطنين والجنود لسكان المنطقة.
يُشار إلى أنّ المشاركين، الذين تراوحت أعمارهم ما بين الـ 18 عامًا والـ70 عامًا، وصلوا من مختلف البلدات وأكدوا على أهمية الجولة كما وعلى أهمية العمل مع مجتمعنا في إعادة خطاب مناهضة الاحتلال إلى الأجندة، في الوقت الذي بدأ فيه هذا الخطاب بالتراخي والتراجع.