أمسية تكريمية تعانق أجواء كفرياسف وفاءً لرئيس مجلسها السابق الشخصية الوطنية الفلسطينية يني يني
كتب مفيد مهنا: نزولا عند أهمية توثيق التاريخ وبالتعاون بين مؤسسة محمود درويش للإبداع، التي تتخذ من كفر ياسيف مقرا لها، وبالتنسيق مع ناشطيها في جمعية “سوليداريوس” البلجيكية، وبين مجلس كفر ياسيف المحلي بمدرسته الثانوية، جرى مساء الجمعة الماضي، الاحتفاء بمرور 60 عامًا، صفاءً ووفاءً لطيب الذِكر الشخصية الوطنية الفلسطينية، رئيس مجلس محلي كفر ياسيف سابقا يني قسطندي يني (1895 ـ 1962).. وذلك ضمن أمسية راقية، نوعية الحضور استضافها المركز الثقافي في القرية.
هذا وتصدّر منصة الحفل صورة المحتفى بذكراه يني يني، وبدا كأنه يحيّي الحضور واحدا واحدا وواحدة واحدة، بشخصياتها الدينية والدبلوماسية والسياسية وكتاب وشعراء وفنانين وأساتذة ورواد علم ومعرفة ومثقفين، ومن اليهم من حضور نوعي لافت. رحّب بهم عريف الحفل الأستاذ الكاتب اياد الحاج، داعيا الخطباء الى المنصة، متوقفا بكلمة قصيرة عند محطات من حياة يني مارًا على بعض مآثره ودوره البلدي والاجتماعي والوطني منذ مطلع شبابه الى يوم مغادرته هذه الحياة.
ثم تتالى في تقديم كلماتهم ومداخلاتهم كل من: رئيس مجلس كفر ياسيف المحلي المحامي شادي شويري، الدكتور الاديب بطرس دلة، الأستاذ الشاعر احمد الحج، الكاتب المحامي جواد بولص (عن مؤسسة محمود درويش)، الرفيق توفيق كناعنة، الرفيق نمر نجار، مدير مدرسة يني الثانوية الأستاذ مخائيل عبدالله خوري.. حيث مرًّ كل واحد من الخطباء بطريقته واسلوبه، على بعض مناقب ودور يني بمختلف مآثرها، منوهين الى تبوئه رئاسة مجلس قريته كفر ياسيف من 1934 الى 1962 واسس مدرستها الثانوية العريقة، المعروفة اليوم باسم مدرسة يني الثانوية، ودوره الوطني بالتصدي لمظالم الانتداب البريطاني. وكان ان ألزم الانتداب بنقل ملكية الأراضي والأمكنة العامة في كفر ياسيف، من اسم المندوب السامي وتسجيلها على اسم المجلس المحلي، الامر الذي منع مصادرتها فيما بعد من قبل السلطات الإسرائيلية.
كما نوّه المتحدثون لدوره الوطني ابان الثورة الفلسطينية (1936 ـ 1939) واتصاله بشخصيات وطنية فلسطينية ووقوفه، فيما بعد ضد الترحيل ابان النكبة، بل احتضنت كفر ياسيف العديد من الذين جرى تهجيرهم من قراهم. وجاء في الكلمات أيضا: وقوفه ببسالة ضد الحكم العسكري ونهجه الظالم ومنها الايعاز للمدارس العربية بالاحتفال بما سموه استقلال الدولة، حيث رفض يني الامر مؤكدا انها الذكرى المشؤمة لنكبة الشعب الفلسطيني وغير هذا من مواقف وطنية، على اثرها لجأت السلطات الإسرائيلية لتقييد اقامته ـ (إقامة اجبارية).
كذلك لم تخلُ كلمات المتحدثين من دوره بين الشباب واهتمامه بالبنية التحتية لقريته واهمية تطويرها وتحويلها الى مركز يشار اليه البنان بين قرى الجليل وتسربله بشعار المحافظة على وحدة الصفوف في بلده ومجتمعه فأوصى احد قادة شعبنا ومثقفيه قائلا: تكفرسوا يا كل العرب.
تجدر الإشارة انه عند استقبال الحضور، جرى توزيع نشرة فيها الكثير من المعلومات عن يني، بالضافة لوثيقة أخرى حملت صورته ووصيته لأهالي كفر ياسيف ومما جاء فيها: كونوا اخوانًا في الوطن وفي السرّاء والضرّاء وفي الاماني.