معين أبو عبيد
في حضرة الشعر تتبخر العبارات صامتةً، وفي حضرة الشاعر يتوارى النثر والناثر، وفي هذا المقام في حضرة الشعر النابت من تراب أرض المثلث والمزهر في القلوب المتألق بالمعاني العميقة إبداعا، المتدفّق جمر المعاناة نزيفا، كالنهر في المنحدر لا يعرف العناء، يقطر حروفه الخالدة الأشبه بقطرات الماء الصافية التي تثقب الصخور الصلبة بعزيمتها وتواصلها ولا يمكن أن يقف أمامها أي عائق مهما بلغت عظمته وجبروته!
نعم لم أتردد كيف أبدأ، وماذا أكتب، كما يحدث في بعض المحطات والمواقف، ولا تكفي مئات الصفحات لأن المقصود كاتبٌ شاعر، وناقد مميز متألق، لامع بالعطاء والتضحية، تقف الأقلام هزيلة في حيرة، مقصرة وعاجزة مهما سطرت وانتقت أروع العبارات؛ لأن الروح جسدت معانيها أمام روعتها وعلو همتها.
المقصود كاتبنا الغني عن التعريف الذي لم ولن يخفت بريقه، ابن قرية مصمص المثلثية الأستاذ شاكر فريد حسن الذي لا يختلف اثنان على أن بصماته واضحة وأكيدة في إثراء الحركة والساحة التربوية والثقافية والأدبية، إذ تملأ كتاباته الرائعة مواقع التواصل الاجتماعي وعددًا كبيرًا من الصحف المحلّيّة.
يولي كاتبنا العريق اهتمامًا منقطع النظير للأقلام الواعدة؛ يدعمها ويرافقها في مسيرتها الجديدة بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأدباء والشعراء المعروفين.
وفي هذا المقام لا بد لي أن أبعث للكاتب شاكر أكاليل التقدير والعرفان، مزينة بعبق الياسمين والريحان لما سطر مداد قلمه من مداخلة وتقييم لكتابي “صدى الصمت” بكل شفافية ومصداقية، بحس وذوق وأسلوب حضاري وراق إذ قال: “وما يسم كتابة معين أبو عبيد الصدق والعفوية والصراحة اللامتناهية في تعرية مجتمعه ومعالجة همومه وقضاياه بعيدا عن الزيف والمداهنة والمراوغة فضلا عن أسلوبه المشوق ولغته المدهشة الراقية الآسرة والجذابة وطرحه الفكري الواضح.
أعترف بإعجابي بأسلوب معين أبو عبيد وكتاباته والموضوعات التي يطرحها ويعلق عليها وبطريقة تفكيره وتحليله للأحداث والأمور وأكثر ما يعجبني بقلمه وبه تلك الشفافية للمحبة والتآخي والتسامح والفضيلة والتمسك بالقيم الأخلاقية، وقد استمتعت أيما استمتاع بكتابه بما فيه عطر الكلمات التي تفوح من سطوره وزنابقه”.
نعم يا أخ شاكر، ما أروع قولك المعبر: “نحاول أن نجعل من حياتنا أسطورة، ومن أشعارنا وقصائدنا أملًا وانبعاثًا لحياة مختلفة ومغايرة، ومُثلًا يسودها العدل الاجتماعي والتسامح الإنساني والقيم الجميلة والخير لكل أبناء البشر”. وقول آخر: “إن الشعر عمق استراتيجي وكائن للوجود الإنساني، والكائن الذي لا يموت أبدا، فهو خالد في الأساطير “.
وللخلاصة أقول، وبكل ثقة، انت الأسطورة بحد ذاتها، بثقافتك الغنية ورؤيتك الحضارية وبأخلاقك النبيلة ومواقفك المشرفة، بعباراتك التي تخلق مشاهد درامية وحوارات فكرية خارقة وعميقة بمعانيها.
تقديري ومودتي مع تمنّياتي لك وافر الصحة وإلى مزيدٍ من العطاء.
(شفاعمرو)