خلود فوراني سرية –
أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 02.09.2021 أمسية تكريم للأديب والمربي صالح أحمد كناعنة، ابن بلدة عرابة البطوف الجليلية، وقد حضر الأمسية – إلى جانب أفراد عائلة المُكرَّم – كوكبة من الأدباء وأصحاب القلم والأصدقاء من حيفا وشتى البلدات العربية للمشاركة في هذا التكريم.
افتتح الأمسية مرحبا بالحضور، رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة. فقدم ترحيبا خاصا بضيف الأمسية الأستاذ صالح كناعنة معربا عن تقديره لما قدمه للمكتبة الفلسطينية والعربية خلال مسيرته الأدبية من شعر ونثر، ومشيدا بإخلاصه وانتمائه الصادق لشعبه وقضيته وقد عرف بتواضعه الشديد، محبته للناس وعطائه الحاتمي، مع العلم أنه قد قدم في الأمسية إصدارته المتنوعة مشكورا، هدية منه لكل من يرغب باقتنائها وقراءتها.
تولت عرافة الأمسية الشاعرة د. ميساء الصح وقد ألقت مختارات من شعرها.
أما عن فقرة المشاركين على المنصة، فقدمت د. راوية جرجورة بربارة قراءة في ديوان شعر صالح كناعنة ” اليوم قمح وغدا أغنية” بعنوان “ما بين خمر امرئ القيس وقمح صالح كناعنة”. وقد ألقت مقتطفات مختارة من الديوان مؤكدة أنّ صالح كناعنة ليس شاعرًا فحسب، بل باحثًا ومفكّرًا، وقد أصدر كتابين في العلم والنقد الأدبيّ في موضوعيْن غير منتشريْن ّوهما “المذهبيّة في الأدب العربيّ القديم” و”دلالة العقم والإخصاء في الأدب الفلسطينيّ” حيث في الأوّل يفتح بابًا جديدًا لدراسة الشعر القديم بعيدًا عن الأغراض الشعريّة ويرتكز في دراسته على البحث عن روح الكاتب والشاعر وقدرته على خلق الصور الشعريّة والتوحّد معها، دراسة تطرح الجديد وستكون مرجعًا للباحثين المستقبليّين.
أما كتابه البحثيّ الثاني فقد جاء دراسةً في شعر شعرائنا الفلسطينيين، فأحيا قصائدهم بدراسة دلالات العقم الاجتماعيّ والوجوديّ والسياسيّ وغيره في تلك المضامين التي طرحوها.
تلاها الأديب سهيل عيساوي بكلمة عن كتابات الاديب كناعنة وخصائصها، وعن شخصيته بصفته صديقا صدوقا له مشيرا إلى نعمة التواضع عنده.
فعن نتاجه الأدبي أنه لم ينل حقه بشكل منصف، رغم غزارة ادبه وفكره العميق وتنوع ألوان الأدب لديه. متمنيا ان يلتفت الباحثون والنقاد الى ادبه بشكل منصف كونه ينتمي الى أدباء النخبة وصاحب موهبة صافية وصادقة ومفكر غزير الإنتاج.
تلاه الأديب فهيم أبو ركن في مداخلة حول كتاب المحتفى به صالح كناعنة “العمق الفكري والفلسفي في ديوان “العشق والإدراك” للمرحوم الشاعر معين حاطوم” تناول فيها العلاقة بين صالح أحمد ومعين حاطوم من خلال الديوان.
فقد رأى معين حاطوم أن الأديب صالح هو أكثر من غاص في أعماق نصوصه وأكثر من وقف على ثمرات فكره فدرسها وحللها، وتطورت العلاقة بينهما لتصبح علاقة روحية أفضت في نهايتها إلى تآلف روحيّ حقيقيّ بينهما، وتوافق فكري جعلت الكاتب صالح من خلال قراءته وتحليله يجري عملية خلق النص من جديد ويعطيه أبعاده الحقيقية أو يكتشفها ويشير إليها بذكاء وعمق وبراعة. فكأن النصين يكمل أحدهما الآخر. والنّاظر في دراسة الكاتب صالح أحمد لكتاب “العشق والإدراك” يعلم حقيقة هذا التوافق الخالص، الذي يتجاوز حد النقد والتحليل إلى التماهي أو التجلي والانصهار لخلق حالة جديدة من الفهم الإبداعي.
كانت بعده فقرة التكريم فدُعي للمنصة السيد جريس خوري ممثلا عن المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني والمحامي فؤاد نقارة ممثلا عن النادي ليقدما درع للتكريم مصحوبا بكلمة تحية وتقدير للمكرَّم. كما كرمته عائلته بباقات ورد وكلمات محبة.
في الختام كانت الكلمة للمحتفى به كناعنة، فقدم تحيته لنادي حيفا الثقافي منارة للثقافة وشعلة للفكر كما شكر القيمين على نشاطات النادي ورئيسه المحامي فؤاد نقارة ثم تحدث عن مسيرته الأدبية متوقفا عند محطات فيها.
خلود فوراني سرية