الصالون الثقافي في الكبابير يناقش رواية “الراعي وفاكهة النساء” للكاتبة ميسون أسدي

 

 

في أجواء حافلة بالجذب والإثارة وجمالية الذوق والإبداع والعاطفة، وبأسلوب سلس يعتمد القصص الواقعيّة واستمرارًا لسلسة النشاطات التربوية التثقيفيّة الهادفة إلى تعزيز المطالعة وحب القصص والقراءة، حلت الكاتبة ميسون أسدي ضيفة على الصالون الثقافي في حي الكبابير في حيفا، وعضواته النشيطات: سلوى عودة، نائلة سرور عودة، نائلة احمد عودة، مديحة عودة، حليمة قصيني، ناريمان عباسي عودة، بثينة أبو يونس، عطاف عودة، نبيهة أبو يونس عودة. حيث كان لقاء فريق من المثقفات في دائرة حوارية نقاشية لكشف النقاب والمشاركة الحميمية في رواية “الراعي وفاكهة النساء”، وهو أول نقاش لهذه الرواية الجديدة التي أصدرتها مؤخرًا الكاتبة ميسون أسدي وذلك في بيت منى عودة.

إما للمتعة أو لصقل الذوق

في مداخلتها، اشارت منى عودة إلى اللقاء المتناغم في هذا الصالون الثقافي الذي نجحن في تحقيقه بحضور نخبة من النساء العاملات القارئات ومتابعات الشأن الثقافي على المستوى المحلي والعربي والعالمي.  وشرحت منى بإسهاب عن نشاطات الصالون وتاريخه، مؤكدة على أنه صالون ثقافي إبداعي بامتياز، فهو مكان يستضيف فيه شخصيات مبدعة بارزة وتبادل معه المعارف والسجالات والمماحكات والحوارات، إما للمتعة أو لصقل الذوق العام أو للتأدب، وقد شهد الصالون عشرات اللقاءات مع كتاب محليين وعالميين. وأكدت على أن الأديب هو مرآة مجتمعه ولسانه الناطق في حاله. فدور الصالون الأدبي من أهم الأدوار التي نعتز بها في مجتمعنا العربي الصغير في البلاد.  ونحن كنساء وامهات في بحث دائم عما نحن بحاجة إليه في تحسين المستوى الثقافي، وعن السبل العملية التطبيقية في تحسين القراءة والمطالعة في مجتمعنا الفلسطيني.

يشار إلى أن منى عودة هي من بادر لإقامة هذا الصالون الثقافي منذ حوالي ستة سنوات، وهي مدرسة رياضيات في المدرسة الاعدادية في قرية عسفيا ومتقاعدة حديثًا. عاشقة للغة العربية وآدابها بادرت لإقامة الصالون الثقافي تيمناً منها إعطاء موضوع القراءة أهميتها لأنه من خلاله سنتعلم وسنوسع آفاقنا ومداركنا وسيكون لنا كنساء دوراً في أحداث التغيير الايجابي للمجتمع، وهي تؤمن بأن التغيير يبدأ من البيت الأم المرأة.

 

حياة هزاع سلسلة من الصراعات والدموع والمخاوف

خلال الخوض في مناقشة الرواية، أشارت العضوات إلى حسن اختيار الكاتبة لعنوانِ الرواية “الرّاعي وفاكهة النساء”. على اعتبار أن اللَّهَ جَبَلَ في خَلْق المرأة طَعْمَ جميعِ فَواكِهِ الأرْض.

وعبّرت المشاركات عن تأثرهن بقصص الحب المأسوية بين بطلي الرواية، وهي مأساة تقترن بمآسي البلاد الشرقية، كما تأثرن بالسرديات المفعمة بالمشاعر والحِكم التي تتخلل صفحات الرواية. مؤكّدة إحداهن، إنها المرة الأولى التي تذوقت فيها جمال الأدب العربي.

من ناحية أخرى، احتد النقاش بين المشاركات حول بطل الرواية “هزّاع”، فهو إنسان هذا القرن الذي لا يستطيع أن يرى حقيقة حياته إلا لحظة موته، فهو في سباق دائم مع العصر يسعى إلى هدف غير محدد. لكنه لا يعلم أن حياته تلك ليست سوى وهم أو محض حلم.

ولفت نظر بعض المشاركات بأنهم أمام حكاية يرويها أربعة رواة، فيحذفون ويضيفون ويشكلون، وهكذا وضعتنا ميسون أسدي في عالم تمتزج فيه الغرائبية بالواقع لتنتج إكسيرا يمكننا أن نعدّه بوابة للبحث عن الهوية المسحوقة في عصر العولمة.

وقد أثارت الرواية الشكوك والدعم والرفض والتقبل من المشاركات بغضب وحميمية خجولة، فهل تهدف الرّواية تسليط الضّوء على حالة مجتمعيّة؟ أم تهدف إلى إحراج المجتمع المنافق من خلال مواجهة مع حقيقته تحت غطاء التّقاليد أو الدّين؟ هل تكشف الرّواية عُقد الكبت النفسيّ والجنسيّ في مجتمعنا بهدف التحرّر منها؟ أم تهدف إلى فضح مجتمع التّابوهات وتداعياته على التّركيبة المجتمعيّة؟ فالرواية بعمقها تسلّط الكاتبة الضّوء على اشكاليّة الشّرخ في الهويّة والشّتات الذي يعيشه العربي في إسرائيل، ومن هنا يمكننا التوصل إلى القناعة والتي مفادها أن للأدب قوة لا يُستهان بها قادرة على تحرر الجنس الإنساني من ارتباطاته الطبيعية والدينية والاجتماعية. لذا لا بد للمثقف الأدبي الحقيقي أن يتخطى ظلاله التقليدية المنهكة سعيًا وراء معرفة حقيقية بالأدب.

إن أدب أي أمة هو الصورة الصادقة التي تنعكس عليها أخلاقها

بقي فعل المرأة الخلاق في شتى حقول الإبداع ومنها حقل الكتابة الأدبية بصفة خاصة يمارس نوعا من الإغراء يحفز على تقبله قراءة التي تتخذ من أدب المرأة مدار بحث توضيح “المسألة النسائية” وبلورة سماتها المفيدة، فموضوع المرأة في رواية الراعي وفاكهة النساء لم يعد من الموضوعات المبتذلة بل وسببت قدرا كبيرا من الضيق للقارئ والحرج للمرأة ذاتها، بل وعلى العكس من ذلك كلّه فإنه ما فتئ يحقق المزيد من الانشغال به مبحثا جدليا تتعدد في شأنه الآراء وتختلف حوله الرؤى إلى حد التباين. فجاءت الرواية وسيلة للتعبير عن كل مكنونات الإنسان من هواجسه وأفكاره وخواطره وعواطفه وأسلوب حياته.

اختتم اللقاء بوجبة عشاء خفيفة وكلمة شكر وتقدير وتلخيص من الكاتبة ميسون اسدي للمضيفات بتقديمهم هدية مميزة للكاتبة تقديرًا لجل اعمالها وما ساهمت به للمكتبة العربية في البلاد من قيود التاريخ إلى الحرية الإنسانية.

 

btfhdr

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .