كتاب “الوجع الدفين: حكايا طبيب من الجليل” في متحف د. أديب القاسم حسين

  كِتَاب “الوجع الدَّفِين : حكايا طَبِيبٍ مِنْ الجليل” فِي مَتْحَف د . أَدِيبٌ الْقَاسِم حُسَيْن
اِسْتَضَاف ، مَسَاء أَمْس الثُّلَاثَاء ، الْبَيْت الْقَدِيم ـ مَتْحَف د . أَدِيبٌ الْقَاسِم حُسَيْنٌ فِي قَرْيَةٍ الرامة كلًا مِن د . حَاتِم كناعنة ، والمترجمة أ . سَوْسَن كردوش قِسِّيس وُد . مُصْلِح كناعنة ، فِي أُمْسِيَّة نَقّاش وَإِطْلَاق كِتَاب “الوجع الدفين” لُدّ . حَاتِم ، وَاَلَّذِي كَانَ قَدْ أُصَدِّرُه بِاللُّغَة الإنْجلِيزِيَّة عَام 2015 ، وَصَدَّر بِالتَّرْجَمَة الْعَرَبِيَّة مؤخرًا عَنْ دَارِ سَنَدٌ الَّتِي أسستها سَوْسَن . أدَارَت الأمْسِيَّة وحاورت الضُّيوف الْكَاتِبَة نُسِب أَدِيبٌ حُسَيْن مُدِيرُه الْمُتْحَف ، فَكَانَت الجَوْلَةُ الأُولَى مِنْ الْأَسْئِلَةِ عَنْ التَّجْرِبَةِ الْكِتَابِيَّة وَإِنْتَاج هَذَا الْكِتَابِ . تَحْدُث الْكَاتِب الطَّبِيب د . حَاتِم كناعنة عَن تَجْرِبَتُه الْكِتَابِيَّة ، وَهُو مَوَالِيد 1937 ، غَادِر قَرْيَتِه عَرَابَة عَام 1960 إلَى الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة ، لِيَعُود مِنْهَا بَعْدَ عَقْدِ مِنْ الزَّمَنِ كَأَوَّل طَبِيبٍ مِنْ أَبْنَاءِ الْقَرْيَة ، وَعَمِل طبيبًا فِي الْمِنْطَقَةِ وَبَادَرَ إلَى تَأْسِيس “جمعية الْجَلِيل لِلْبُحُوث وَالْخَدَمَات الصحية” ثمّ “مركز الرَّازِي لتأهيل الأطفال” ، وَحِين تَقاعَد قرّر تَنْمِيَةُ قُدُراتِهِ الْكِتَابِيَّة ، لِخِدْمَة مُجْتَمِعَةٌ بِتَارِيخ الذَّاكِرَة ، بَعْدَمَا أَصْبَحَ الْعَدَد وَافِرًا مِنْ الْأَطِبَّاءِ . صَدْر لَهُ بَعْدَ تُقَاعِدْه كِتَابَان بِاللُّغَة الإنْجلِيزِيَّة ، الْأَوَّل طَبِيب فِي الْجَلِيلِ : حَيَاة ونضال الفِلَسْطِينيِّين فِي إسْرَائِيل عَام 2008 ، وَالثَّانِي هُوَ الْوَجَعُ الدَّفِين 2015 ، وَاَلَّذِي صَدَرَ مؤخرًا بالنسخة الْعَرَبِيَّة ، بَعْدَ تَرْجَمَةٍ المترجمة سَوْسَن كردوش قِسِّيس ، وَتَنْقِيح د . مُصْلِح كناعنة . وتحدثا كلٌ مِن أ . سَوْسَن وُد . مُصْلِح عَنْ الْمُمَيَّزِ فِي الْكِتَابِ وَمَا جَعَلَهُمَا يُشاركان د . حَاتِم لإِصْدَار الْكِتَاب بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ .
قدّمت الْكَاتِبَة نُسِب مَدَاخِلِه قَصِيرَة عَنْ الْكِتَابِ ، بِمَا يُحْمَلُ مِنْ تَارِيخِ للمنطقة ، وَإِظْهَار الْغَبْنِ الَّذِي تعرّض لَه الْفَلَاح الْفِلَسْطِينِيّ بمصادرة أَرْضِه ، وَالْعَمَلُ عَلَى تَغْيِيرِ طَابَعٌ حَياتِهِ اليَوْمِيَّةِ ، وَحَاجَة السُّكَّان اتِّخَاذ قَرَارَاتٌ مصيرية فِي كَثِيرٍ مِنْ الأحْيانِ . لتمرير هَذِه الرَّسَائِل اسْتَخْدَم الطَّبِيب شَخصِيَّات مميّزة وَوَصَفَهَا بدقّة ، بِحَيْثُ يَتَمَكَّنُ الْقَارِئِ مِنْ تَخَيَّلَهَا وَالتّعَاطُف مَعَهَا ، لَكِنْ فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ مَعَ ذِكْرِ جَوَانِب سَلْبِيَّة إلَى جَانِبِ جَوَانِب إيجَابِيَّة ، فَسَأَلْت الْكَاتِب أَيْنَ وَقَعَ الْحَدُّ عِنْدَهُ فِي كَشْفِ الْخُصُوصِيَّات ، وَبَيْنَ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُعتبر خاصًا لَا يَجُوزُ كَشْفُه وَبَيْنَ مَا يُعتبر عامّا . أَجَاب الْكَاتِب د . حَاتِم أنّ ثمّة أَرْبَع قَصَص مِنْ قَصَصِ الْكِتَاب الثَّمَانِي عَشَر ، شخصياتها حَقِيقِيَّةٌ ، أمّا بَاقِي الشَّخْصِيَّات ، فَهِي شَخصِيَّات خَيالِيَّةٌ دُمجت فِي بَعْضِهَا صِفَات لشخصيات حَقِيقِيَّةٌ مُجْتَمِعَةٌ ، لتلعب دَوْرُهَا فِي بَاقِي الْقَصَص . مِنْ جِهَتِهِ د . مُصْلِح كناعنة الْمَحَاضِر فِي عِلْمِ الْإِنْسَانِ وَالنَّفْسِ فِي جَامِعِهِ بِئْر زَيْت ، أكّد أنّنا مَا زِلْنَا كمجتمع شَرْقِي لَا نَتَقَبَّل النَّقْد الذَّاتِيّ وَكَشَف عَوْرَاتُنَا الاجْتِمَاعِيَّة ، وَعَادَة مَا يتمّ التَّقَبُّل مَا يُكتب عَن قَرْيَة معيّنة ، خَارِج حُدُودِ الْقَرْيَةِ أَكْثَر بِكَثِير ممّا يتقبّلها مُجْتَمَعهَا ذَاتِه .
أُعْرِب د . حَاتِمٍ عَنْ نيّته الاسْتِمْرَارِ فِي الْمَشْرُوعِ الْكِتَابِيّ ، مجهزًا ثَلَاثُ رِوَايَاتٍ بِاللُّغَة الإنْجلِيزِيَّة . فِيمَا تحدّثت المترجمة سَوْسَن عَنْ الْأَعْمَالِ الْأُخْرَى الَّتِي عُمِلَتْ بِجِدّ عَلَى تَرْجَمَتَهَا مِنْ اللُّغَةِ الدنماركية إلَى اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وإصدارها ، وَاَلَّتِي انتقتها بِعِنَايَة لتعرّف الْقَارِئ الْعَرَبِيّ بأدباء دنماركيين مميّزين . وَعَمَلُهَا الَّذِي صَدَرَ مؤخرًا “خيرة أَبْنَاء الله” لِلْكَاتِب الدنماركي مورتن بِأَبِي ، مُعَرَّبَةٌ عَنْ بَعْضِ خَيْبَة الْأَمَلَ مِنْ قلّة الِاهْتِمَام بِالْقِرَاءَة وَالْكُتُبُ فِي مجتمعنا ، بِحَيْث أنّ الِاهْتِمَام بِهَذِه الانتاجات يَكُونُ أَقَلَّ بِكَثِيرٍ مِنْ الْمَجْهُود الْكَبِيرِ الَّذِي يُبذل فِي سَبِيلِ تَرْجَمَتَهَا وإصدارها . أمّا د . مُصْلِح كناعنة فَتَحَدَّث عَن إِصْدَارِه الْأَخِير “اعترافات شَهْرَزاد” وَهِي مَجْمُوعِه قصصية صَدَرَت مؤخرًا عَنْ دَارِ طِبَاق للنشر وَالتَّوْزيع ، مستعرضًا بِاخْتِصَار فَكَرِه هَذَا الْعَمَلِ . ومعرّفًا الْحُضُور بإنتاجه البحثي الَّذِي تَطْلُبُ مِنْهُ مجهودًا كبيرًا لإصداره “موسوعة الْمُفْرَدَات غَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ فِي العَامِّيَّة الفلسطينية” . فِي خِتَامِ الأمْسِيَّة الَّتِي امْتَدَّت لِثَلَاث سَاعَات ، حَضَرَهَا عَشَرَاتٍ مِنْ الناشطين والمهتمين بِالشَّأْن الثَّقَافِيّ والمتابعين لنشاطات الْمُتْحَف ، مِن الرامة وَمَن القُرَى الْمُجَاوِرَةِ ، وُجهت بَعْضِ الْأَسْئِلَةِ للمشاركين ، وتمّ التَّوْقِيع عَلَى الْكِتَابِ ، وَقَامُوا بِجَوْلَةٍ فِي المُتحف . .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .