إحياء ذكرى الشاعر والقائد توفيق زيّاد في نادي حيفا الثقافي

 

خلود فوراني سرية-

أقيمت بدعوة من نادي حيفا الثقافي مؤخرا أمسية ثقافية إحياء لذكرى الشاعر والقائد توفيق زياد (أبو الأمين) تم فيها إشهار الطبعة الثانية من كتابه “نصراوي في الساحة الحمراء” حضرها أصدقاء النادي والعائلة ورفاق الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية وكوكبة من أصحاب القلم.

افتتح الأمسية مؤهلا بالمشاركين على المنصة والحضور رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة، وتحدث عن أهمية الوفاء لمن ناضلوا من أجل القضية، وأمسيتنا هذا المساء وفاء وإخلاصا لرمز من رموز شعبنا ابن مدينة الناصرة القائد توفيق زياد.

استنكر بعدها جريمة اغتيال الناشط السياسي الفلسطيني (نزار بنات) ناشط من أجل الحرية والكرامة. والذي اغتيل على أيدي السلطة الفلسطينية.

قام بدور العرافة د. أنور جمال أما في المداخلات فقدم بداية د. خالد تركي مشاركة حول سيرة ومسيرة القائد زياد. استهلها بحديث شريف للرسول (ص): ” إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه”. وأردف، “أنا أحبه وأحب سيرته ومسيرته”.

ثم تحدث عن إضراب “يوم الأرض” عام 1976 وإفشال القائد زياد لمؤامرة عكاكيز السلطة آنذاك ضد سكان الناصرة.

ومتطرقا لإرثه الأدبي تناول قصيدته “العبور الكبير” والتي عبر فيها “أكره كل حروب الدنيا إلا حربا واحدة هي حرب التحرير”.

ثم وجّه كلمته مخاطبا روح توفيق زيّاد قائدا ورفيقا: “لقد زرعت الأمل فينا بعد نكسة حزيران. أراك في كل معارك الأرض والكرامة والعزة. أراك رفيقي في الساحة الحمراء في موسكو يوم حرر السوفييت العالم من النازية. أراك رفيقي في عيون الثوار. أراك في عيون أحفادي في قولك وأعطي نصف عمري لمن يجعل طفلا باكيا يضحك… أراك في كلّ كلّي يا كلّ كلّي”.

أما عن ناصرة الزّيّاد، فمدينة عززت فينا حب الوطن والانتماء أيام توفيق زياد.

تلاه الشاعر مفلح طبعوني فقدم حكايا عن زيّاد منذ كان صغيرا، وعن قضية سجنه عام 1956 وعن سفره إلى الاتحاد السوفياتي. وعن الكرامة والانتماء وعلاقته بشجر الزيتون واصفا إياها علاقة لم تتكرر. فهو تاريخنا المشرّف وهو زيتوننا وأرضنا.

ثم مداخلة قدمتها د. علا عويضة شملت جوانب وميزات وخصائص نتاج توفيق زيّاد الأدبي مضامين، لغة، صورا فنية وأبعادا. مشيرة إلى أنه أديب مقاوم ملتزم، أولى الاهتمام للفكرة والفكر. هو شاعر قائد لم ينقطع عن جذوره ولم يقطع اتصاله بالجماهير، مواضيع أدبه من لحم القضية الفلسطينية. وتأثر بنظرية الماركسية.

أدب زياد يستنطق فكره، ألا وهو الواقعية الاشتراكية. هو أديب ثوريّ يسعى إلى التوعية وتحريض الجماهير على مقاومة الظلم.

أما موضوعات أشعاره فمستقاة من الواقع الاجتماعي والسياسي، الأرض والانسان والهُوية. تناول قضايا إنسانية تتعلق بالإنسان الفلسطيني خاصة والإنسان عامة.

كتب للعمّال والكادحين، فالكلمة عنده كانت وسيلة ونضالا لإزالة الطبقية.

آمن بحق تقرير المصير لكل الشعوب كما اهتم بالتراث الشعبي فكان كتابه “صور من الأدب الشعبي الفلسطيني”.

أما ألفاظه فعفوية صادقة قريبة من الواقع، نابعة من صميم مأساة الفلسطيني.

وقد تبنّى الروح الخطابية في معظم قصائده مُعبّرا عن هُويته وانتمائه.

أما مدرسته فالواقعية الاشتراكية التي تولي اهتماما بالمضمون لا بالشكل.

وختمت د. عويضة قائلة إن شعر زيّاد رافد من روافد الأدب العربي الفلسطيني للمقاومة ورفض الهزيمة.

تلاها الأستاذ فتحي فوراني فشارك بمداخلة حول علاقته بتوفيق زيّاد صديقا ورفيقا.

وعن زيّاد نصراويّا في ساحة العين-الناصرة، القائد الانسان الذي أحبه أهل بلده الناصرة وأعطى المدينة رونقا فزاد حب أهلها له. وحين انتخب رئيسا للمجلس البلدي في المدينة، زادها عالمية وأحبته الجماهير الباقية في وطنها. شاعر وقائد جمع المجد من أطرافه وغدا رمزا فلسطينيا عالميا.

قدمت بعد ذلك كلمة العائلة، زوجة المرحوم السيدة نائلة زيّاد (أم الأمين). تحدثت عن زيّاد زوجا مخلصا وقائدا مُحبا لشعبه. تطرقت لمحطات في حياته الشخصية وتجربة كتابته وإصداراته الأدبية والشعرية بما فيها مضامين كتابه “نصراوي في الساحة الحمراء”.

وكلمسة وفاء لذكراه قدم الفنان العكّي وليد قشاش وزوجته لوحة فنية – بورتريه توفيق زياد بريشته هدية للزوجة أم الأمين. ثم تحدث عن أثر توفيق زياد عليه في انضمامه للحزب الشيوعي وزرع روح الانتماء فيهم.

يجدر بالذكر أن الأمسية أقيمت برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني- حيفا.

خلود فوراني سرية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .