خلود فوراني سرية-
وسط حضور كبير ولافت ازدحمت به قاعة يوحنا المعمدان في حيفا يوم الخميس 03.06.2021 أقام نادي حيفا الثقافي حفلا تكريميا للأستاذ المحامي علي مصطفى رافع بدعوة من النادي، ومن المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني ورعايته، حيث جاء في نص الدعوة للتكريم ” من أجل أن يستمر عبق البلاد في صدورنا نهجا وحياة ومن أجل المستقبل والحرية القادمة”.
بعد أن استُقبل الوافدون للأمسية من الأصدقاء والأهل والقامات الأدبية وأهل القلم والمعارف من حيفا وقرى المثلث والجليل والشمال والقدس حتى هضبة الجولان المحتل، اعتلى المنصة مفتتحا الأمسية ومؤهلا بالحضور، رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة فشكر كل من رتّب وساعد في التنظيم للأمسية ثم استعرض أمسيات النادي القادمة بعد أن بارك باسم النادي وباسمه للباحث بشير أبو منة إصداره الجديد عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية “الرواية الفلسطينية” من سنة 1948 حتى الحاضر.
تولت عرافة الأمسية وأدارتها باقتدار ومحبة، الكاتبة والإعلامية رنا أبو حنا، فقدمت بإسهاب عن سيرة ومسيرة المحامي علي رافع الحياتية والمهنية.
وفي فقرة المشاركين الأفاضل على المنصة كان الاستهلال خيرا مع سيادة المطران عطا الله حنا، فقدم تحيته الخاصة للمكرٍّمين أصحاب الصرح الثقافي المتمثل في نادي حيفا وقاعة كنيسة يوحنا المعمدان مشيرا أن الكنيسة أكثر من مجرد جدران ومكان للصلاة وأن تكريم المحامي علي رافع -أبو المهنّد- هو تكريم للرسالة. وبصفة المحامي رافع مشاركا فعالا في برامج ومؤتمرات مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية – بيت لحم، وحاملا لرسالة المركز بتعزيز روح المحبة والتآخي بين أبناء شعبنا الواحد، قدسه ومقدساته.
ورسالة المسيحيين والمسلمين والإخوة الدروز هنا في المركز أننا شعب واحد لا يقبل القسمة على اثنين رغم محاولات شرذمتنا في واقع يتطلب منا أن نكون أكثر وحدة وتلاحمًا. وختم مخاطبا أبا المهنّد: “مركز اللقاء يفخر بك رفيقا وصديقا وسنبقى معا وسويا”.
تلاه الباحث تميم منصور معربا عن سعادته بالمشاركة في حفل تكريم الأخ الصديق المحامي علي رافع، أحد رموز الحركة الوطنية للقومية الناصرية في هذا الوطن، وأحد الطلائعيين القوميين الذين طاردهم الحكم العسكري فكان له الفضل في إيقاد شعلة اليقظة القومية وإقامة “حركة الأرض” للحفاظ والدفاع عمّا تبقى على أرض الآباء والأجداد.
وأضاف، إن المحامي علي رافع من نخبة مثقفي الرعيل الأول من رجال القانون الذين درسوا المحاماة فكان له دور بارز في مقارعة الحكم العسكري ولا زال صوته يصدح في قاعات محاكم الاحتلال في رام الله واللد ونابلس والقدس وغيرها من المدن المحتلة.
كانت الكلمة بعده للأستاذ الكاتب فتحي فوراني، فتحدث عن تعارفه ولقاءاته وصداقته ب “علي بن المصطفى بن علي بن الرّاقع” منذ ستين عامًا. لقاءات ثقافية أدبية جمعتهما مع “إخوان الصفا وشلة الوفا” مثل محمود درويش وسميح القاسم وإميل حبيبي، تحت راية الاحلام القومية “خير الجهاد كلمة حق تقال عند سلطان جائر”. فقدم بدوره محاميا ومناضلا أشرف المعارك النضالية وأبلى بلاء حسنا في محاكم الاحتلال وكان النصر حليفه. إذ فاز في حينه بالمناضلة المقدسية سارة جودة بعد أن دافع وترافع عنها أسيرة في سجون الاحتلال فغدت شريكة حياته وأما لأولاده – رحم الله طيبة الذكر أم المهند -.
وعن الابنة نضال، الابنة الوفية الماضية قدما في تخليد مسيرة والديها، والدتها المرحومة ووالدها في دفاعه عن المقدسات الإسلامية، فكان عروبيا بامتياز. وبجملة الدعاء “أدامك الله عليّا ورافعًا” ختم فوراني كلامه.
أما المشارك الرابع، الأستاذ نبيل سعد فتحدث عن علي رافع كنموذج لجيل ما بعد النكبة وعبر له عن التقدير والاحترام على إنجازاته كشخصيته لها حضورها القوي ونشاطها البارز إلى جانب زميلته في المهنة -طيبة الذكر- المحامية فيليتسيا لانغر، في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في المناطق المحتلة.
تلته بكلمة خفيفة الظل هادفة، الصديقة الفنانة رائدة طه التي أتحفت جمهورها في العام 2017 بعرضها المونودراما “ألاقي زيك فين يا علي” ولاحقا في دورها في الفيلم الوثائقي “عباس 36″ من إخراج مروة جبارة، الذي يحكي قصة نضال رافع في بحثها عن عائلة أبو غيدا – أصحاب بيت عائلتها الأصليين، توازيها رحلة دينا أبو غيدا في محاولات العودة واستعادة جزء من بيت عائلتها.
وقد تطرقت في مشاركتها لهذين العملين الفنيين مشيرة إلى علاقة الصداقة المتينة التي تربطها وعائلتها مع عائلة علي رافع والابنة نضال.
أما كلمة مفعمة بالوجدان فقدمتها الحفيدة عدن حسين -لابنته آية – مفاخرة بكونها حفيدة لجدها كونه شخصا مميزا رغم يتمه في طفولته والتهجير.
أما من مؤسسة أرشيف خزائن، فقد تناول الأستاذ فادي عاصلة الجانب الاجتماعي من حياة علي رافع مشيرا إلى أنه تعرف عليه من خلال المادة عنه في الأرشيف والتي عرضها من خلال معروضة محوسبة لصور ورسائل ومستندات تخصّه كشخص وكمحام وكمناضل. مؤكدا أن تجربة رافع الفريدة هي غنية وهامة وضروري أن توثق. ولهذا قام بتوثيقها في أرشيف خزائن وهي عبرة للأجيال.
دعي بعدها القس فؤاد داغر من شفاعمرو، وبمشاركة موجزة له جاء، إن علي رافع صوت صارخ في البرية، هو صوت الحق، صوت الضمير صوت الأرض وصوت المصالحة والسلام. علي رافع من الأشخاص الذين سطّروا تاريخا وصنعوه. وفخر لكل فرد أن يتعرّف على شخصية كشخصيته.
وختامها مسك كان في التكريم، حيث دُعي للمنصة عن نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد نقارة، وعن المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني، الأستاذ جريس خوري فقدما درع التكريم مرفقا بكلمة التكريم للمكرَّم ” إلى الشخصية الوطنية والمناضل المحامي علي مصطفى رافع، اعتزازا وتقديرا لعطائك ونضالك المتواصل في خدمة شعبك ووطنك. دمت علما دائم العطاء”.
أما علي رافع، فقد أهدى التكريم مصحوبا بمشاعر ملؤها التأثر، لروح زوجته الراحلة سارة، إخلاصا ووفاء لذكراها الطيبة.
شكر بعدها الحضور والمشاركين على المنصة ثم قدم شكرا خاصا للقيمين على نشاطات النادي خاصا بالذكر المحامي فؤاد نقارة وزوجته سوزي والناشطة الثقافية خلود فوراني سرية واصفا صدق رسالة النادي برئاسة فؤاد وجهده الدؤوب وفقا لما جاء في الآية الكريمة { وقل اعملوا سيرى الله عملَكم ورسوله والمؤمنون } صدق الله العظيم.
خلود فوراني سرية