الشيخ والمربي الفاضل أبو حمد احمد حسن صلالحه رحمه الله بقلم : مالك صلالحه- بيت جن

ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ

‎ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ

‎وأكرم ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞ

‎ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕ

( الامام الشافعي)

 

قيل:  (ان المعلم كنز من كنوز الدنيا فهو يمدنا بالمعرفة والمعلومات لنصبح ما نريد في هذه الحياة ونصل إلى طموحنا الذي رسمناه،)

بالأمس القريب فقدنا استاذنا الفاضل  الشيخ والمربي أبو حمد احمد صلالحه  لننحني قامتنا احتراما وتقديرا لشخصه الكريم .

كان واحدا من جيل المربين والأساتذة الافاضل  الأوائل في بلدتي بيت جن ..ممن امنوا بالرسالة التربوية العظيمة، الناكر للذات، من ذلك الزمن الجميل البعيد، أستاذا كان وقدوة خرج اجيالا واجيالا فكانوا من خيرة أبناء وبنات بلدنا بيت جن؟
لقد فارقت الحياة يا أبا حمد ،  بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي، تاركاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، ، وشذا شجرة سنديان جليلية وميراثاً من القيم والمثل النبيلة التي حفرتها في قلوب طلابك ومعارفك

من حب للمجتمع والارض والوطن والمصلحة العامة

ومهما تحدثنا عنك فلن نستطيع أن نعطيك حقك، فالكلمات تعجز الكلمات في وداعك  أنّ الزهور التي

زرعتها في حديقة المعرفة ستبقى فواحة تزكي العقول النيرة فوداعاً اخي أبا حمد.

فقد وصل القطار إلى آخر محطة في طريق قطعناه معاً  في أروقة المدرسة بكل ما فيه  من ذكريات  جميلة ..وعند ذكر الوداع ينقبض القلب إلّا أنّ روعة  الذكرى  التي جمعتنا  بك خلال

المسيرة التربوية والتعليمية .. كان لها  أثر ومعنى مع طلبة مهذبين يسعون للتعلم مهما كانت الصعوبة فهنيئاً لهم بك وبامثالك من المعلمين الذين اخذوا التعاليم كرسالة شريفة نبيلة لتخريج أجيال هم عماد المجتمع في المستقبل.

لكن الزمن لا يرحم فهو يطوي صفحات اعمارنا دون سؤال او استشارة

فيسرق الضحكات  منا وتشحب الوجوه ويسدل عليها ستار النسيان ولكن  عندما تمعن النظر بين الصفحات  تجد البسمات والدمعات  عندها سوف يمر عليك شيء ما لا نعلم ما هو، هل هو ورقة أم كلمة أم حرف؟ ولكنه يحمل بين طياته ذكريات  جميلة لا تنسى

قائمة في أحد أركان ذاكرتنا.

اخي أبا حمد  مهما كتبت ومهما قلت فلن اجد الحروف والكلمات  التي تليق بك يا  شمعة انطفات في اوج عطائها حتى بعد خروجك الى التقاعد  فدعني أقول لك وداعاً. لروحك الطيبة وأخلاقك النبيلة وقلبك الكبير المعطاء.

والآن أقول وداعاً. إليكِ اخي وابن عمي وزميلي  فيا لها من أيام قضيناها برفقتك كانت لحظات  من العمر مشرقة سعدنا بها في كل ثانية ودقيقة فلم أكن أرغب بأن تكون هذه الأيام مجرد ذكرى كلما عاد بي الزمن  واعتصرتني الأحزان ..

فوداعاً يا من رحلت لتصبح حلماً وأنشودة في سماء الحب والعلم والمعرفة.

اخي أبو حمد مهما أبعدتنا المسافات ومهما أبعدتنا الأيام سيظل حبك ساكناً في قالقلب مستوطنا في حنايا

المشاعر

كنا مؤمنا وسالكا للوصايا التوحيدية وعلى راسها صدق اللسان وحفظ الاخوان  كنت صادقا بلسانك مؤمنا بجنانك أحببت الناس فأحبوك فكنت متمسكا بوصية حفظ الاخوان فكنت تشترك الناس افراحهم واتراحهم وتعود مرضاهم وتنصر ضعيفهم وتمد يد العون لكل محتاج طرق بابك ولم يطرقه أحيانا  .

اخي أيها الراحل المقيم رحلت عنا جسدا لكنك ستبقى فينا روحا   مهما كانت المسافات بعيدة فصورتك ساكنة في

القلب والعقل ولن تخرج منهما، مهما الأيام ارت وقست  وأبعدتنا عن بعضنا فأنتِ باق ذكرة عطرة  بننا نفتخر ونعتز بك دوما

فإلى جنات الخلد والهمنا الصبر والسلوان من بعدك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .