نور عامر بالقلم السريع: تغريد حبيب في قصيدة مُرمزة

تغريد حبيب، ابنة قرية دير حنا، متعددة المواهب، فنانة تشكيلية ـ كاتبة قصة، شاعرة، ولها تجربة روائية جيدة. في هذا السياق أتعامل معها كشاعرة عبر قصيدتها النثرية “على ضفاف نهر الحب”، اعتمدت هذه القصيدة الرموز كوسيلة اختصار لعمليات عقلية. أمرُ على بعض اجزاء القصيدة محاولا حل رموزها. في بداية القصيدة تعلن الشاعرة بأنها تصطحب قيثارتها ريشتها وقلمها وتقوم بفسحة على ضفاف نهر الحب. الأمر عادي جدا مع فارق بسيط، فالنهر عندها يرمز الى الحياة، لكن المفاجأة في الشطر التالي: “نهر مياهه زجاجية، وأعماقه حجارة من نار”

هذا التعبير يمثل كارثة متوقعة، وعلى المستوى الآخر هو استحالة مُتخيّلة، النار في الماء، تحدث غالبا حين يلح الكلام ويكون الشيء المُراد التعبير عنه غير حاضر في العقل، فيتدخل الرمز لإنقاذ الموقف. ويمكننا هنا القول “الخيال الرمزي” كما عبر الفيلسوف الفرنسي جيليبر دوران.

وتستمر الشاعرة “ولكن الى مياهه لا أقرب” التأويل هنا مغلف بالسؤال: هل أصبح النهر / الحياة ملوثا غير صالح للعيش الحياة في خطر!

ثم نقرأ ” سأمضي واترك زوارقي الورقية هناك / وأعود الى أكواخي القديمة “. ربما هي نوستالجيا الماضي ذكريات الطفولة. لكن الأرجح تأويلا، الرغبة في العودة الى ماضي الإنسان بصوره النقية، وتفاصيله الجميلة.

هذه القصيدة ذات قيّمة أدبية، وذلك بناءً غلى الإيقاعات الداخلية، وذكاء الفكرة، والرموز المرنة والقابلة للتأويل والتفسير على أكثر من وجه واكثر من معنى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .