لجوء-ق.ق.ج./
في تلك الليلة إشتدّ البرد ، تساقط الثلج، وعوت فيها الريح،استمر بكاء رضيعها،كانت تلقمة ثديها الذابل حتى يسكت، وحين لا يجد فيه ما يسد رمقه، يعود للبكاء من جديد،هدأ فجأه، أخذتها سنة من نوم،انتقلت فيها الى جنات وأنهار، وصوت يهتف بها…أهلا بكم في الجنة، جاء مسؤولو المخيم صباحا، فوجدوا تمثالا من جليد لامرأة تحتضن طفلها بقوّة.
جليد
انتظار وقلق يعلو وجوهنا ،ونحن نستمع الى النشرة الجوية ،التي تشير الى تساقط الثلوج على المنطقة بغزارة ، عصراً السماء تدلهم والخوف يزداد ، فجأة سمعنا مكبرات صوت المسجد تعلن عن فتح مدرسة القرية القريبة لأهل المخيم خلال فترة الثلوج، شعرنا جميعا بالإرتياح ،وبالهم عن صدورنا ينزاح، توجهنا الى المدرسة واحتمينا بغرفها ـ كان المدير الجديد قد أمر الأذنة بتشغيل سخانات الماء وأنارة جميع الغرف ـ أخذت أنا وزوجتي وأولادي غرفة، لمعت عينا زوجتي وهي تقترح فكرة الغطاء الجماعي بحيث تقسم البطانيات الى قسمين ، قسم لي ولها، وقسم للأولاد، بعد أن نام الأولاد بدفء ،فركت زوجتي يديها وأصدرت فحيحا تشكو به من البرد، ودخلت في الفراش والتصقت بي بشدة تطلب الدفء ، في اليوم التالي كان الغسيل يملأ شرفات المدرسة ،وورقة إقالة تضاف لملف مدير المدرسة الإنسان.