كتب : شاكر فريد حسن
” صقور ونمور ” هو عنوان الكتاب الصادر حديثًا، عن دار ” الأماني ” للطباعة والنشر في قرية عرعرة- المثلث، للكاتب والمؤرخ الميداني عمر سعدي، ابن مدينة عرابة البطوف الجليلية. ويسلط الضوء على ثورة 1936- 1939 وصقورها ونمورها ومجاهديها، الذين لمعت أسماؤهم بين جماهير شعبنا الفلسطيني.
جاء الكتاب في 132 صفحة من الحجم المتوسط، ومن تصميم رنا قيسي- غنامة، وراجعه ودققه لغويًا الأستاذ الأديب فتحي فوراني، وأخرجه وقدم له الأستاذ الكاتب مفيد صيداوي، بالإضافة إلى صاحب المؤلف، الذي كتب توطئة له. واهداه إلى ” جميع شهداء ثورة 1936، وإلى جميع شهداء فلسطين “. وكان سعدي قد خص صحيفة ” الاتحاد ” العريقة، ومجلة ” الإصلاح ” الثقافية الشهرية، فصول الكتاب.
يقول صيداوي في المقدمة : ” يأتي هذا الكتاب ليؤرخ لجانب هام من الثورة من خلال أبطال شاركوا بها، لم يرهم المؤرخ، بل قرأ وسمع عنهم وأراد أن يكتب عنهم من خلال ما تبقى من ذكرى وذكريات عنهم من أهاليهم واهالي بلدانهم أو ممن عرفهم. فهو لم يجلس في مكتبه ليقرأ مؤلفات غيره عن هذه الثورة ويمحص ويأتي بدراسة أكاديمية، ولم يعرف هؤلاء الثوار عن كثب ليكتب ذكرياته هو معهم، بل ما كان يسمع من أفواه الناس عن هذا الثائر أو ذاك، ومن أين هو فيستقل سيارة مع صديقه ويذهب لمسقط رأس الثائر ويسمع ما يقوله له معارفه عنه ويسجلها كما هي “.
أما مؤلف الكتاب عمر سعدي فكتب في التوطئة :” ما حملني على الشروع بهذا المشروع الوطني عندما وقفت عاجزًا أمام سائلي عن اسم أحد رموز هذه النخبة من المجاهدين الذين لمعت اسماؤهم بين الجماهير الفلسطينية، وعندما وجدت نفسي في ضيق وفي جهل مطبق، شرعت في البحث عن أصلهم وفصلهم ونضالاتهم المشرفة، ورحت اقتفي أخبار اولئك المجاهدين الذين رووا الأرض الفلسطينية بدمائهم الطهورة الزكية، ثم عامل الزمن الذي نشر فوق اسمائهم سحابة سوداء اخفى تحتها اخبار وبطولات أشخاص ضحّوا بالغالي والنفيس عن الوطن وباتوا في وادي سحيق من التغييب والنسيان “.
يشار إلى أن الكاتب والمؤرخ عمر سعدي من مواليد عرابة البطوف العام 1939، أنهى دراسته الثانوية في بلدة الرامة، عمل في البناء لمدة خمس سنوات، فمقاول بناء، ثم أصبح متفرغًا في الحزب الشيوعي، وأشغل مناصب ومواقع في الشبيبة الشيوعية والحزب، وكان له دور فعال في أحداث يوم الأرض الخالد الأول عام 1976، وتعرض للملاحقة السياسية وفرضت بحقه الإقامة الجبرية. وسبق وصدر له كتاب ” مأثرة يوم الأرض الخالد “.
وأخيرًا يمكن القول، أن “صقور ونمور” هو كتاب توثيقي تاريخي عن أبطال شاركوا في ثورة 1936 وكانوا من صناعها، ويشكل مرجعًا مهمًا، وإضافة نوعية وكمية للمكتبة الفلسطينية في مجال التورخة والتوثيق، وهو يستحق القراءة والاهتمام.
إنني أهنئ الكاتب الصديق والرفيق عمر سعدي بصدور كتابه ” صقور ونمور”، متمنيًا له عمرًا مديدًا، ومزيدًا من العطاء الجاد المفيد الهادف، الذي يخدم شعبنا، ويحفظ تاريخه وثقافته.