رسالة إلى الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية

نقطة ضوء

 

وضع الطائفة الدرزية في إسرائيل غير مرض بالنسبة لمن يتحلى بالكبرياء ممن يعتقدون باننا يجب ان نتساوى مع باقي المواطنين في الدولة، ومنهم من يربط ذلك بالخدمة الاجبارية؟! في حين اننا يجب ان نحصل على حقوقنا من باب المواطنة. وهناك من يشعر بعقدة النقص ويرضى بما نحصل عليه خاتما قوله ” شو ما اعطاك سيدك خذ منه” وهنا أقول لمثل من يتحدث بهذه اللغة، انه سيدك لوحدك.

اسوق هذه المقدمة في ظل واقعنا التعيس الذي لا يحس به أصحاب النفوس الضعيفة، وفي ظل هذا الواقع ومن خلال ومضة في هذا الظلام الدامس شاهد الشيخ موفق طريف هذا الواقع واراد ان يتخذ خطوات عملية، خاصة عندما تجلى امامه انتحار الشباب الدروز بنسبة عالية جدا، أراد ان يعالج هذه الظاهرة الخطيرة فقام بتكلفة الدكتور سليم بريك ببحث هذه الظاهرة بحثا ميدانيا، وقد تبين من خلال هذا البحث بان نسبة الانتحار لدى الدروز تفوق المعدل العام بنسبة 212% هذه المعطيات لم تؤثر في أصحاب العقول المتحجرة وقطعت على الشيخ الطريق لمواصلة الاهتمام ومحاولة معالجة هذه الظاهرة الخطيرة بالأقوال الممجوجة “

” قاتل النفس لا رحمة عليه وهؤلاء كفار يجب عدم الالتفات اليهم”.

امر اخر تعاني منه الطائفة الدرزية وهو الطلاق الذي بلغ 25.5 % لدي الطائفة الدرزية، السيد رفيق حلبي رئيس مجلس دالية الكرمل قال في الأمسية التي عقدت في منتزه الحديد مناصرة لقائمة المشتركة في تاريخ 2020 -2 – 21 بان نسبة الطلاق في دالية الكرمل بلغت 34% .

وهناك معطيات تشير بانه من بين كل 1000 مواطن في الدولة هناك سجين واحد، في حين انه لدى الطائفة الدرزية هناك 5 سجناء من كل 1000 مواطن.

معطيات مذهلة.. مقلقة باستطاعتها ان تحرك الحجر ولكن هناك من لا تحركهم معطيات او ضمير، وعندما تصعقهم يقولون لك روح عيش في سوريا او يعيدوننا إلى الثلث الأول من القرن الماضي بالقول روح اسأل جدك شو عمل أبو درة، ذهبت وسالت جدي فقال لي:

“كان هناك جهتين شقه مع العرب وشقة مع اليهود وطبعا اللي بدو يكون ضدك بدك تحاربه” ونحن هنا لا نبرر الجريمة من أي طرف كان، وندرك بانه في كل ثورة هناك اناس انتهازيون وهناك تجاوزات، ونردد قوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.. هل هناك من يعترض على ذلك؟!!

وهناك تقارير تقول بان أبا درة كان عميلا للحركة الصهيونية والله اعلم، هذا علما بان المستعربين من اليهود والعرب على اختلاف مذاهبهم قتلوا من الفلسطينيين اضعاف مضاعفة مما قتل أبو درة.

ولا اريد ان اذكر الجنود الدروز الذين قُتلوا داخل معسكراتهم او تركوهم ينزفون حتى الموت بعد ان أصيبوا، خاصة ومثل هذه النماذج حاضرة في اذهان الناس.. يعني ما فعله أبو درة بالأمس البعيد نقطة في بحر ما تفعله إسرائيل بنا اليوم، فلماذا لا نحس بذلك بينما نتذكر او يذكروننا بما حدث بالماضي البعيد متناسين جرائمهم الحالية؟!.

هناك من لا تهزه مثل هذه المعطيات ونحن نريد من القيادة الدينية والدنيوية ان تتنفس قضايا أهلها ومن حقنا هنا أن نسأل: ماذا يعمل ما يسمى بالمجلس الديني الدرزي، هل يعالج مثل هذه القضايا ام انهم مجرد كمالة عدد؟

نحن نطلب من الشيخ موفق ظريف ان يركز نشاطه حول قضايانا هنا خاصة وان لشيخنا اهتمامات تتخطى حدود دولتنا مثل ندوات تجمع قيادات الأديان في العالم.. وزيارة مقر الأمم المتحدة، والاجتماعات مع القادة الروسية من اجل دروز سوريا ظنا منه بان هذه النشاطات ستثمر.

 فهل اثمرت فعلا؟ قد تكون قد اثمرت بالنسبة للحكومة الإسرائيلية ولكن هذه الحكومة التي تود الاستفادة من كافة الجهات، هل أوقفت عدوان التنظيمات الإرهابية، ام انها قامت بتدريبهم وفتح (حدودها) امام هذه التنظيمات من اجل الهجوم على قرية حضر الدرزية.

 ثم انه إذا وفرت السلطات الإسرائيلية او وفر الصديق الدكتور امين صفية قنصل روسيا في إسرائيل جار الشيخ موفق ابن قرية كفرياسيف اجتماعا للشيخ  مع أي مسؤول روسي فهذا لا يعني بان روسيا وهي دولة عظمى ستغير من نهجها في سوريا كرمال عيون أي جهة كانت، هذه حقيقة مطلقة وكل ما هو غير ذلك ضربا في الخيال.

وعودة إلى واقعنا.

أولا اطلب بصفتي الشخصية من معارضي الشيخ موفق ان يكون الحوار حضاريا بعيدًا عن التهجمات واستعمال الكلمات النابية التي نراها عبر البيانات والستاستات في وسائل التواصل، فهذا لا يزيدنا سوى استهتارا لدى المتلقين أيا كانوا، من جهة أخرى اعتقد بان على شيخنا أن يهتم بقضايانا المحلية مع ربط اتفاقياته مع السلطات الإسرائيلية بجدول زمني خاصة وان هذه السلطات عادة تتملص من تعهداتها، نحن لا نريد ان يقوم رئيسنا الروحي بإشعال شعلة الاستقلال.

 إذا أراد ان يكون رئيسًا روحيا للجميع أن يترفع عن مثل هذه الفعلة التي طعنت كل من يشعر بالانتماء الحقيقي في الصميم، ولا نريد كلاما معسولًا ولا طبطبة على الاكتاف ولا صور تذكارية مع الوزراء ورئيس الحكومة ولا عناق وقبل، شخصيا لو قبلني رئيس الوزراء لذهبت إلى الحمام واغتسلت 7 مرات مع ما يعني ذلك من معنى.

 ان كل ما تقوم به السلطات مفيد لها، تريد الأخضر واليابس والبئر وغطاءه والعصفور وخيطه…. لا تشبع ولا تقنع وتقوم باضطهاد من يخدمها اكثر ممن يعديها، وهي تحاول ان تسب كل الجرائم التي ترتكبها الينا، هل تذكر عندما قتل الجيش 17 مواطنا فلسطينيا بدم بارد، حين قال رئيس الدولة آنذاك يتسحاك نافون بان ” النفس اليهودية لا تسمح لليهودي بالقتل وان الذين قتلوا هم الجنود الدروز”، أن هذه الدولة هي دولة احتلال تجيز القتل على الشمال واليمين، ومن هنا فهي بعيدة عن المفاهيم الروحية، إن ما نريده ثمار حقيقية تفيد أهلنا بشكلٍ عملي، نريد بدلا من الخطوات الشكلية التي نراها والزيارات التملقية، التي تقوم بها شخصيات مركزية في الدولة، نريد توسيع مسطحات قرانا.. نريد الغاء قانون كامينتس، لا يجوز الهدم او التهديد بالهدم وتوتير الاعصاب والملاحقات والغرامات التي تكهرب الأجواء وتجعلنا في حالة توتر على مدار الساعة، ان هذا القانون قانون فاشي، لا يجوز الهدم ثم التخطيط، يجب التخطيط أولا وبعد ذلك تجري المحاكمات لمن لم يلتزم، هذا في الحد الأدنى.. نريد إيصال البيوت بالكهرباء لا ان تحترق عائلة من أي قرية كما احترقت عائلة من عسفيا، ونبقى صامتين، علينا ان نثأر من هذا الإهمال، هل هم يريدون لنا الاحتراق بعد ان نقوم بخدمتهم؟ نريد خرائط تفصيلية.. مناطق زراعية.. مناطق سياحية.. مناطق صناعية.. نريد الميزانيات الكافية لإقامة النوادي وسد الفراغ الذي هو أبو الكفار، الذي يقود إلى المخدرات والمشروبات والجريمة بكافة اشكالها.. نريد الغاء قانون القومية الذي يجعل حتى الضحايا الذين قتلوا على عتبة أطماع حكام إسرائيل التوسعية والذين يطلق عليهم لقب (شهداء) ان لا يكونوا (شهداء) صنف ” ب “.. نريد قطع ارض للأزواج الشابة من الأراضي التي نهبوها، وان تكون هذه القسائم مخصصة لأهل قرانا لا ان يشترط علينا استيعاب رجال العالم السفلي ممن تريد السلطات اليهودية ابعادهم من تجمعاتها السكنية والجواسيس الذين عملوا لصالح إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .