بدعوة من النّاشطة الاجتماعيّة الفولكلوريّة:السّيّدة أمّ مبارك، فتحيّة خطيب، عضو المجلس المحلّي في قانا الجليل/ كفركنّا، وبالتعاون مع نادي المُسنّين الثّقافي ،تمت استضافة الكاتب نمر نمر/حرفيش ، في أمسية اجتماعيّة تربويّة يوم السّبت 29 /2 /2020 ، ضمّت العشرات من الكنّاويّين وقرى الجوار، بعد التّقديم والتّرحيب من أمّ مبارك، استهلّ الضّيف حديثه عن فصل الشّتاء، المربعانيّة، الخُمسانيّة، السّعودات والمُستقرضات بين شباط وآذار ، وما في ذلك من أقوال وأمثال شعبيّة أصيلة ذات دلالة. وممّا قاله الكاتب: معظم قرانا العربيّة في الشّمال مختلطة الطّوائف والمذاهب، إلاّ أنّها منسجمة، مُتحابّة، مُتآخية في السّرّاء والضّراء، وخير مثال على ذلك، قانا الجليل وعجائب رسول المحبّة والسّلام، كنائسها المتعدّدة وخوابي الماء الذي صار خمراً، أجراسها تعانق مآذن الجوامع الأربعة التي تحمل أسماء الخلفاء الرّاشدين الأربعة، ومقام النّبي يونس، رنين الأجراس ينسجم مع آذان المساجد،ومع تقاسيم أوتار الطفلة: رنين عواودة، لتؤكّد للقاصي والدّاني: نحن هنا معاً، شاء مَن شاء ، وأبى مَن أبى، وأضاف: نحن جيران لبنان التّعدّدي، وهناك مقولات شعبيّة مألوفة تُعبّر عن شرائح الشّعب منها: النّصراني إن كثروا مصريّاتو بُقْعُد يرتاح! والسُّنّي بِروحْ يْحِجّ حتى يصير من الصّلاّح! والشّيعي بِتْزَوّجْ والدّرزي بِشْتري سلاح!
ومن الأمثال الدّارجة على لسان الحَماة والكِنّة: ، رغم ما بها من إجحاف أحياناً:
مكتوب عا باب الجنّة ما فيه حماة بِتْحِبّ الكِنّة. الحماة ما بتحبّ الكنّة لوكانت من الجنّة.
الكنّة ما بتحب الحماة لوكانت نازلة من السّما. مكتوب عا باب السّما ما فيه كنّة بتحب حماة.
*من الأشعار الشّعبيّة اقتبس نمر نمر:
طِلْعِتْ تتْورّق من دواليها/ وْهالبنت حلوة وْقلبي هاويها
لو تطلب روحي والله بَعطيها/ بَسْ تْعلّمني غمز العيونا
*نزلت عالطّابون حتى تخبز/ وابو العوافي بالقُرنة مْقَرمِز
إيديها تْأشّر وعيونها تغمُز/ حَرْقَت الخبز جُوّا الطّابونا
*وعن السّجال بين السّمرا والبيضا قال:
وِاحْنا الهرايس واحْنا المحارم بِيد العرايس/ روحي يا بيضة يا لَبَن مايص، ذُبّان الغربان عليكي يْحوبا
إحْنا من السُّكّر والّلي يهوانا يْظلّ يتفكّر/ روحي يا سمرا يا دُقّة وْزعتر، مأكول الغنم بْأوّل كانونا.
أنا السّمرة السّمّورة وِبْخفّة دمّي مشهورة/ روحي يا بيضة يا مقهورة يا ليمونة معصورة
والله ما ني ليمونة يا سمرا يا مجنونة/ يا بيتْنْجانه بْساس الطّابوني
* وعن المرأة العاملة والأمّ والأب في أعيادهم، إقتبس شعر الشّاعر اللبناني: نبيه فيصل:
شو بَدْكُنْ تاقول عن أمّي/ ما نسيت بعد طْفولتي وْهمّي
ما نسيتْ لمّا سَخَنْت بالحِمّي/ لا شُفْت لا خالي ولا عمّي
شُفْت إمّي البَعْدْني لليوم/ بَفدي حناها بْدَمّي
بَيِّي يا بَيّي بْألف غَنْيّي/بْألف زهرة بْألف عيديّي
بْألف عيد، بْألف بوسة إيد/ ما بْتِنْوَفى أفضالَكْ عْلَيّي
رَحْ بِسْألَكْ، لو كان مِشْ بالإيد/ وْتاغيِّر التّاريخ ما فِيّي
*تخلّل الأمسية زجليّات رقيقة للكنّاوي الأصيل: عبّاس عبّاس. ومداخلات هادفة من الجمهور الكريم.
*قوبلت كلمات الضّيف بالتّرحيب والاحترام، لما بها من مضامين اجتماعيّة، تعايش وإخاء.