عيد الميلاد المجيد وزهرة البونسيتة بقلم: سهيل مخول – البقيعة

 

ارتبط اسم نبتة البونسيتة بعيد الميلاد، وانتشرت في جميع أقطار العالم، وأصبحت الأكثر مباعاً وصنعت نماذج أوراقها لتزين شجرة العيد، تسمى  كذلك ” زهرة الميلاد”  أو “نجمة بيت لحم” أو “نجمة عيد الميلاد” أو “بِنْتُ القُنْصُلِ” . الموطن الأصلي لنبات لبونسيتة من المكسيك، ومنها انتقلت إلى أمريكا الشمالية والى أوروبا وأنتشرت في كل أرجاء العالم، وأصبحت هذه  النبتة الأكثر انتشارا ومبيعاً في موسم عيد الميلاد.

في ليلة ميلاد سيدنا يسوع المسيح أنشدت الملائكة ” المَجدُ لله في الأعَالي، وعلى الأرضِ السَّلام، وبالنَّاس المَسَرةُ ” لوقا 2:14 . ولد المسيح عليه السلام في مدينة بيت لحم ، وهوعيد التجسد الالهي (تجسيد كلمة الله في جسم بشري) ويُعتبر عيد الميلاد ثاني أهم الأعياد المسيحية  على الإطلاق بعد عيد القيامة – عيد الفصح المجيد. لقد حددوا آباء الكنيسة موعد عيد الميلاد منذ مجمع نيقية الذي عقد سنة 325 ميلادية، وذلك بدءًا من منتصف ليلة 24 كانون الأول ونهار 25 كانون الأول، في التقويمين الغريغوري واليولياني غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني (الكنائس الشرقية) عشية 6 كانون الأول ونهار اليوم التالي 7 من كانون الثاني.

تجدر الإشارة أنه قبل المسيحية كان يوم 25 كانون الأول عيدًا وثنيًا لتكريم الشمس، لقد حدد آباء الكنيسة عيد الشمس كموعد ذكرى ميلاد المخلص يسوع المسيح كونه، شمس العهد الجديد، ونور العالم ، وذلك استناداً لما جاء في الإنجيل المقدس: “ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».” (يو 8: 12)

في فترة عيد الميلاد يكون الطقس بارداً في أوروبا وأمريكا الشمالية، غالبية النباتات تكون في حالة سبات والنباتات التي تُزهر قليلة جداً، وعندما اكتشفت زهرة  الحلبلوب الجميل (البونسيتة)، اصبحت هذه الزهرة تزين البيوت وانتشرت بسرعة وارتبط اسمها بعيد الميلاد.

يدعى الحلبلوب الجميل، لأن النبات يفرز عصارة بيضاء تشبه الحليب، وهي أكثر لزوجة من الحليب عندما تلامس الجلد تهيجه، وعندما يتم بلعها تسبب للتسمم. ويدعى الجميل لجمال الأوراق التي تحيط بالزهرة. الاسم بونسيتة POINSETTIA   هو الاسم العلمي للنبات وهو على إسم جويل بونسيت، وهو أول وزير أمريكي للمكسيك ، دعيت على اسمه لأنه كان مولعاً بعلم النبات وبجمال هذه النبتة.

نبات البونسيتة يتبع جنس الفربيون (حلبلوب) وهو من العائلة الفربيونية (الحلبلوبية)، ينمو في الطبيعة في المناطق الاستوائية في المكسيك وأمريكا الوسطى. وهي عبارة عن شجيرة دائمة الخضرة يصل إرتفعها إلى أربعة أمتار، هناك أصناف قزمة إرتفاعها 30-50 سم ، تستخدم للزينة في المنازل، أوراقها طويلة ذات لون أخضراء غامق. الأزهار صفراء  صغيرة  محاطة بأوراق حمراء، الأوراق الحمراء ليست أزهاراً بل أوراقاً عادية قد تغير لونها. تم تطوير أكثر من 150 صنفاً جديداً مختلفًا من نباتات البونسيتة، لهذه الأصناف مميزات تتعلق بكبر الأوراق وطول السيقان ولون الأوراق المحيطة بالأزهار بالأضافة للون الأحمر، هناك أصناف ذات ألوان مثل الوردي والأبيض والأصفر ومنها أوراق متعددة الألوان.

يحتاج النبات إلى درجات حرارة 18 -25 درجة مئوية أغلب أيام السنة  ، أما عند الإزهار فتحتاج الى درجات حرارة 14-16 درجة مئوية.

عندما تبدأ الأوراق بالتساقط يجب تقليل ريها، وقطع السيقان السفلية حتى ارتفاع 15- 20 سم، ثم يجب نقل النبات إلى مكان مظلم نسبياً (على الأقل 12 –  14 ساعة ظلام كل يوم) ، وتركها هناك من اواخر شهر أيلول حتى أوائل شهر أيار السنة القادمة. سوف  يتغير لون أوراقها وتزهر في شهر تشرين الثاني.

من أجل تحفيز النمو يجب نقل النبات في أوسط شهر أيار الى مكان جيد الإضائة، ويجب تسميد وري النبات كما ومن الممكن تغير الأصيص الى أصيص أكبر.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .