*الشباب العرب في إسرائيل يولون أهمية للقيم المدنية واللبرالية أكثر من نظراؤهم اليهود وفي العالم العربيّ*

 

استكمالا للاستطلاعات التي يُبادر إليها كل من مركز “ماكرو” للاقتصاد السياسي بالتعاون مع مؤسسة “فريدريخ ايبرت” في الـ 20 سنة الأخيرة، والتي من خلالها يتم فحص طيف واسع ومتنوع من التوجهات الاجتماعية، الديموغرافيّة والاقتصادية بين اوساط الشبيبة، من العرب واليهود، التي تتراوح أعمارهم بين 15-18 عامًا، وبين اوساط الشباب بين الأجيال من 21-24 عامًا، حيث أجري الاستطلاع الأخير عام 2016، وفي أعقاب الاستطلاع الذي قام به صندوق “فريدريخ ايبرت” عام 2017 في 9 دولة عربية منها؛ مصر، الأردن، السلطة الفلسطينية، اللاجئين السوريين، المغرب، اليمن وتونس لفحص توجهات الشباب في ذات المواضيع، قام كل من “ماكرو” و- “فردريخ ايبرت” عام 2019 بإجراء بحث مقارن ما بين مواقف وتوجهات الشباب في العالم العربي ومواقف وتوجهات الشباب في إسرائيل، من اليهود والعرب.

وخلص البحث إلى عدة نتائج منها أنّ القيم المدنية واللبراليّة، كما حرية التعبير وحقوق الأقليات، وسط الشباب اليهوديّ في إسرائيل تحظى بأقل أهمية من نظرائهم في العالم العربيّ، الذين يعتبرون هذه القيّم أكثر أهمية.

وأظهرت نتائج البحث ايضًا على أنّ الشباب الفلسطيني، في الضفة الغربية وغزة، يولون أهمية لهذه القيم أكثر من نظرائهم اليهود في إسرائيل، فيما يولي الشباب العرب في إسرائيل أهمية قصوى لهذه القيّم فاقت كل الشباب في دول الشرق الأوسط (يشمل إسرائيل).

وكان أقل من ثلث المُستطلع آراؤهم من الشباب اليهود قد درّجوا أهمية هذه القيم بالعلامة 10، فيما قام 81% من الشباب العربي المستطلعة آراؤهم من إسرائيل بتدريج هذه القيم بعلامة 10 (من حيث الأهمية).

وأظهر البحث أيضًا انه وعندما يتعلق الموضوع بالتعرّض للعنف، فان الشباب اليهودي يشعر بأدنى مستوى من الآمان، فيما درّج العرب في إسرائيل مستوى امانهم بصورة مشابهة للعالم العربي، علما أنّ الشباب العربي في إسرائيل يعاني من العنف، إلا أنه وعلى ما يبدو يقوم اليهودي بمقارنة وضعهم بالآمان على المستوى الأوروبي فيما يقوم العربي في إسرائيل بمقارنة مستوى امانه الشخصي اسوة بالعرب في العالم العربي.

وأظهرت النتائج ايضًا أن النساء العربيات والنساء اليهوديات في إسرائيل صرّحن عن مستوى امان أكثر انخفاضًا مقارنة بالرجال، فيما كان الاتجاه في العالم العربي معاكسًا- الرجال هم من يشعرون بأنهم اقل امنًا مقارنة بالنساء. ربما كان ذلك نتيجة الوعي العالي لموضوع العنف ضد النساء في إسرائيل.

يُشار إلى أنّ الاستطلاع السابق، عام 2016، الذي اجراه المؤسستان في إسرائيل كان قد أظهر أنّ مستوى التفاؤل لدى الشباب اليهود قد تراجع بشكل كبير منذ عام 2010 بخلاف مستوى التفاؤل لدى الشباب العرب الذي يرتفع بصورة طردية منذ عام 2004.

وفي تعقيبٍ له على نتائج البحث قال ميكي دريل، مدير البرامج في صندوق “فريدريخ ايبرت”: هذا البحث المميّز يتيح لنا نقاش المواضيع ذات صلة بالحياة والمواقف الاجتماعية لكل المجتمعات التي تركب الشرق الأوسط، من دولٍ عربية وإسرائيل. الحديث عن مبادرة تتجاوز الحدود، وهي نتاج نشاط صندوق “فريدريخ ايبرت” في الشرق الأوسط. في كل دولة نشدد على العمل مع الشباب من منطلق ضرورة الإستثمار المستقبلي. نأمل على أنّ الشباب في المنطقة سيتمكنون من معرفة الآخر وايضًا العمل سويةً من أجل غد أفضل.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .