وقال نصر الله في كلمة بثها تلفزيون “المنار” الناطق باسمه “لا نقبل الذهاب الى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”، رافضا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان.
وأضاف نصر الله “منفتحون على أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب الى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلا”.
وتابع “أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ إذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم…. في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، الى الفوضى، الى الانهيار”.
ويشارك حزب الله في الحكومة بثلاثة وزراء، لكنه جزء من الأغلبية الحكومية التي تضم وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل (رئيسها رئيس البرلمان نبيه بري) وحلفاء.
وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، بحراك شعبي لم يشهد لبنان له مثيلاً على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين. وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام.
واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، وفق ما أفاد مصور لفرانس برس، الجمعة إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب، أحد أكثر اللاعبين السياسيين نفوذا في البلاد والوحيد الذي يمتلك ترسانة سلاح الى جانب القوى الأمنية الشرعية، نصبت خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصر الله.
ومع بدء متظاهرين مناهضين للسلطة إطلاق شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” و”كلن يعني كلن”، مطالبين برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، توترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب.
وتدخلت قوات مكافحة الشغب بحزم للفصل بين الطرفين.
وطلب نصر الله من “جمهور المقاومة ترك الساحات” التي يتجمع فيها المتظاهرون، قائلا “لا ضرورة للدفاع عن المقاومة. إذا احتجنا للدفاع عن المقاومة نحن قادرون على ذلك”.
واتهم نصر الله أحزابا وسفارات لم يسمها بـ”تمويل” الحراك الحاصل، مشككا في عفويته.
وعبرّ عن “الخشية” من أن يصاب لبنان بما أصيبت به دول أخرى في المنطقة، مشيرا الى احتمال وجود نوايا بافتعال “حرب أهلية”.
وفور انتهاء نصر الله من الإدلاء بكلمته، انطلقت مواكب سيارة في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك رافعة أعلام حزب الله وتعبيرا عن تأييدها لما قاله.
على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل ترحيب مناصري حزب الله بكلام نصر الله، رد آخرون من مؤيدي الحراك الشعبي بانتقادات رافضين “التخوين”، ومؤكدين “الثورة مستمرة”.
(أ ف ب)