صدرت عشيّة العيد وعن دار الحديث هذه المرّة، فصليّة التواصل الصادرة عن جمعيّة الجذور للحفاظ على الجذور الثقافيّة للدروز في البلاد، في عدد خصّصته لذكرى انطلاقتها العاشرة، فضمّت في طيّاتها مقتطفات من مواضيع مميّزة نُشرت في أعدادها منذ الانطلاقة. وافتتحت العدد بمواد خاصّة شعرا ونثرا عن شاعرنا الكبير طيّب الذكر سميح القاسم، وبضمنها مقابلة حصريّة كان خصّ بها التواصل مدّة قصيرة قبل ارتقائه.
وفي كلمة العدد جاء:
تمرّ على البشر؛ مجتمعات وأمم، في مسيرتها حالات إحباط وتراخي وترهّل وهذا أمر طبيعيّ، لكن مسيرة البشريّة أفرزت دائما قلّة ظلّت تحافظ على جمرة الحياة. الطامّة الكبرى هي حين تضيع هذه القلّة في خضمّ التراخي والترهلّ والإحباط وتحط رؤوسها وتردّد كما الأحياء الأموات: “حطّ راسك بين الرؤوس!”
ليس المرء بحاجة لكثير حكمة، ويكفيه بعض قليل منها حتّى يعرف أنّ مجتمعات كثيرة وشعوب كثيرة اندثرت حين وضعت نُخبها رؤوسها بين الرؤوس، ولكن تلك التي ظلّت نخبها قابضة على الجمر رافعة الرأس نهضت وأنهضت أممها كما الفينيق من بين الرماد.