مع ارتفاع درجات الحرارة، يُصاب عدد منّا بآلام الرأس، إلا أنّ جزءً لا يعي أنّ هذا الألم قد يسمى بالصداع النصفي أو ما يُسمى بالشقيقة (المجرينا)، حيث تشير معظم الأبحاث إلى أنّ ازدياد درجات الحرارة وارتفاعها يؤدي إلى تفاقم عدد من الأمراض، منها الصداع النصفي- المجرينا.
ويصف معظم الأشخاص الصداع النصفي، كألم رأس بالغ، علمًا أنّ الحديث يدور عن حالة مرضيّة وليس ألم رأس عابر، والتي تتميّز بعوارض كثيرة قد لا يميّزها البعض على أنها تعود لمرض الصداع النصفيّ.
*العوارض*
وحول المرض تحدثنا إلى الطبيب المعروف، د. راضي شاهين، وهو مدير قسم الأعصاب في المركز الطبي-صفد، والذي قال: في معظم حالات الصداع النصفي، ألم الرأس لا يصلنا وحده، انما يرافقه عدد من العوارض مثل الشعور بالغثيان والاستفراغ، صعوبة في الرؤية، وحتى احساس بالتنمل في الأرجل. 70% من مصابي الصداع النصفي اشاروا إلى وجود غثيان بالإضافة إلى الم الرأس، وحتى أن 30% منهم يصابون بحالات استفراغ عندما يصيبهم الوجع. إلى ذلك، معظم المصابون اشاروا إلى وجود تشويش في الرؤية وعدم قدرة على فتح العيون للنظر، كما واشاروا إلى ظاهرة بقع الضوء التي تظهر لهم عندما يصابون بنوبة الألم، سواءً مع عيون مفتوحة أو مغمضة. من العوارض المعروفة ايضًا شعور التنمل بالأرجل وحتى فقدان القدرة على الحركة احيانا مما يؤكد على أنّ الصداع النصفي قد يؤدي إلى شلل مؤقت مما يستدعي الوقوف عند المرض وعلاجه.
وأضاف في السياق: معظم المصابون بالصداع النصفي يصفون الألم على أنه كبير والذي يظهر بجانب واحد بالرأس في كل مرة واحيانا بجانبين، علمًا أنّ 50% يؤكدون على أنّ الألم يصيب ذات الجانب في كل مرة، في حين أنّ الثلث أكدوا أنّ جانب الألم يتغيّر، وهنالك من أكد أنّ اساس الألم بين العينيين.
وقال: يصاب مرضى الصداع النصفي بنوبة الالم بفترات متقطعة لمدة اسابيع أو ايام، حيث تمتد النوبة من أربع ساعات إلى ثلاث أيام. هنالك من يصاب بالصداع بشكل يوميّ وهنالك من يشعر بالألم مرة خلال أشهر او حتى سنوات. رغم أنّ الحديث عن ظاهرة منتشرة ومعروفة، إلا أنّ عوارضها غير موحدة وتختلف من شخص إلى آخر.
*العلاج*
وأوضح عن طرق العلاج، وقال: يوصي الأطباء عادة في الحصول على علاج للنوبات، والذي من الممكن أن يخفف من حدتها، إلا أنّ هنالك حالات معينة يقوم بها الأطباء بمنح المريض علاجًا ما قبل نوبات المرض منها تعدد النوبات، على أن يصيب المريض أكثر من نوبتين شهريًا، أو عدم تجاوب المريض مع الدواء وقت النوبة، أو إذا كان هنالك مضاعفات للدواء وقت النوبة، أو رغب المريض بتدارك المرض الذي يعيق حركته بشكل كبير.
وعن الأدوية والعلاجات قال د. شاهين على أنّ معظم الأدوية التي تعطى للمريض مستعملة في أمراض أخرى كدواء لعلاج ضغط الدم، أو الصرع أو الاكتئاب وما إلى ذلك.
*توصيات*
وحول التوصيات قال د. شاهين: من المهم تسجيل عدد النوبات واوقاتها، مع التأكيد أنّ هنالك حالات خطرة، مثلا افراز مواد تؤدي إلى التهابات في الأوعية الدموية في الدماغ أو غشاء الدماغ، حيث يوصى في هذه الحالة إعطاء المريض أنواع أدوية ومصل تمنع هذا الالتهاب، على الرغم من أنّ العلاج غالي نسبيًا.
واسهب د. شاهين: الأبحاث تؤكد أنّ إمكانية اختفاء المرض تمامًا مستحيلة إلا أنّ هنالك عوامل كثيرة تؤثر عليه كالضغط النفسي، وأنواع من الأطعمة، ممكن تداركها وبالتالي تدارك المرض.
*مرض وراثيّ*
وفي تطرقه إلى الوراثة والهوية الجنسية والمرض، قال: من المهم الإشارة إلى أنّ الصداع النصفي يعد مرضًا وراثيًا، ويمكن أن يصاب به المريض في أي جيل، وتشير الأبحاث إلى أنّ النساء تعاني من المرض أكثر من الرجال بسبب التغييرات في الهرمونات على مدار السنوات. معظم المصابين بالمرض يشعرون به، خاصة النوبات القوية، بين الأجيال 25-50، مع اشارة إلى أنّ المرض قد يتفاقم أكثر عند نساء في جيل معيّن، وينخفض حدته بعد جيل الـ 50.
إلى ذلك، اشار إلى أنّ أكثر من 75% من مصابي المرض أكدوا على أنهم يستطيعون توقع نوبات المرض القادمة كما والعوارض مسبقًا. توقع العوارض مسبقًا مهم لتحضرهم للنوبة وحتى منعها إن تمكن الأمر.