كتب شاكر فريد حسن:
يقام غدًا في طمره احتفال تكريمي للكاتبة والأديبة المرموقة الصديقة فاطمة يوسف ذياب، تقديرًا لمسيرتها مع الحرف والكلمة، وعطائها المتواصل الذي لا ينضب.
فاطمة ذياب علامة أدبية ومبدعة فلسطينية عرفناها منذ السبعينات في ساحات الأدب، لها حضورها الساطع الواضح والصالح في المشهد الثقافي بالداخل الفلسطيني، واكثر القضايا التي تؤرقها وتقلقها دائمًا هي قضية المرأة وموقعها في المجتمع.
نشرت فاطمة بواكير قصصها ومقالاتها في صحيفة “الأنباء” و” صدى التربية “، وصدرت روايتها الأولى ” رحلة في قطار الماضي ” العام 1973، ولقيت في حينه أصداء واسعة وردود فعل مختلفة بين الأوساط الأدبية والثقافية، نتيجة موضوعها وطرحها الجريء الواقعي.
وقد تناولتها آنذاك الأقلام المحلية، فكتب الأديب والشاعر المرحوم ميشيل حداد ” فاطمة ذياب تقدم كتابها الجريء “، والراحل محمود كناعنة ” فاطمة ذياب وقطار الماضي “، وعلي ظاهر زيداني ” ثلاثة آراء وكاتبة ناشئة “، والمرحوم الكاتب مرشد خلايلة ” تحياتي من عكا “.
وعالجت فاطمة ذياب هموم وقضايا المرأة من خلال زوايا أسبوعية ثابتة في صحيفة “الصنارة” و” كل العرب “، واشتغلت محررة في مجلة “ليلك”، وتمحور نشاطها الصحفي الاعلامي حول المرأة العربية.
وهي تكتب أيضًا للأطفال وتعتبر ذلك رسالة تربوية، وصدر لها عدد من الكتب في هذا المجال.
من مؤلفاتها وأعمالها التي صدرت لها: جرح في القلب (خواطر)، الخيال المجنون (مجموعة قصصية)، سرك في بير، وممنوع التجوال (مسرحيتان)، قضية نسائية (رواية)، جليد الأيام (قصص وخواطر)، الخيط والطزيز (رواية)، جدار الذكريات (نصوص أدبية)، ومدينة الريح (رواية).
وما يميز فاطمة ذياب واقعيتها، وخوضها في الممنوعات والخطوط الحمراء والدوائر المغلقة، وطرحها موضوعاتها بكل جرأة وشجاعة وشفافية وموضوعية.
فاطمة ذياب انسانة شفافة بكل معنى الكلمة، لم تركض يومًا وراء الشهرة، ولا تتزاحم وراء الميكروفونات، ذات حس أدبي مرهف، صاحبة مشاعر جياشة راقية،
يشهد لها الكثير بنزاهتها وطيبتها وانسانيتها ونقاء معدنها وسريرتها، وعلى مقدرتها الإبداعية وثقافتها المتنوعة، وتكريسها وعيها الثقافي للأهداف الايجابية البناءة، وخدمة الثقافة الحقيقية والمجتمع، وقضايا شعبها الوطنية والاجتماعية والمصيرية، ويعجبنا نتاجها القصصي والروائي الإبداعي المتميز بالعمق والسرد السهل الممتنع المشوق والماتع.
فاطمة يوسف ذياب مثال ونموذج الإنسانة المثقفة المتواضعة والواعية، الملتزمة بقضايا المرأة وهمومها، تعمل دون ضجيج، وتعطي دون حدود، ولا تنتظر الشكر والجزاء.
فاطمة ذياب صديقتي وأختي الرائعة، وزميلة القلم والمداد، بمناسبة تكريمك أبعث لك تحيات الود والتقدير لعطائك المميز ويراعك الذي لا يجف، وعمرًا مديدًا يغسل التعب والكد والسهر بعطر الإبداع، ووراء تكريمك المستحق أيدي أحبة وأصدقاء يحنون الهامات ويرفعون القبعات احترامًا واعتزازًا، ويصفقون لكِ.