كتب شاكر فريد حسن:
بعد ديوانها الشعري الاول ” سنبقى ويبقى الحبّ “، صدر عن مؤسسة “سوريانا” للنشر والاعلام في دمشق، للشاعرة السورية ابنة السويداء ليلى كامل غبرا، ديوانها الشعري الثاني بعنوان ” ضياء الليل “، وجاء في 134 صفحة، واشتمل على 32 قصيدة موزعة بين الحب والغزل والعاطفة والرومانسية، وبين الوطنية الوجدانية الانسانية، التي تتناول هموم وجراح وطنها السوري وعذابات شعبها اليومية.
وحملت العناوين التالية: ” همسة فرح، عهد، نداء الرَّوح، عناق الأرواح، طعنة غدر، رقصة البحر، شوق بصمت، قال لها، ثورة عشق، في قلبي أنتَ، رواية، فنجان قهوة بيننا، امرأة، ذاكرة أنثى، بين الشَّوق والحياة أترنَّح، مروج الذهب، أعلنتُ حبُّكَ، أساطير الحب، أمِّي، أشتاق إليكَ، ضياء اللَّيل، فيروز أيقونة الحياة، بنت الجبل، نبض الحروف، بعدما رحلَ الغناء، على الرَّصيف، رسالة من ضائعة، وجع الحنين، لنبتعد عن الحقيقة، حكايتي أنا والبحر، مدينة السَّلام “.
وتكتب ليلى في الاهداء: ” جمعت ابداع حروفي ونظمتها في عقد من المحبة والاخلاص، لتكون هدية لمن كان الحبَّ والسند وقدم كل العطاء. زوجي الغالي / إلى روحي وعمري / ابنتي وابني / إلى كل الأصدقاء / مع كل المحبة والمودة أهدي ضياء الليل “.
وقدم للديوان بكلمة نثرية رائعة بنكهة الشعر الأستاذ صبري يوسف، ومما جاء فيها: ” تدور أغلب قصائد هذا الديوان ” ضياء اللَّيل ” للشاعرة السورية ليلى غبرا، حول فضاءات رومانسيَّة شفيفة، كتبتها بلغةٍ هادئة ومعبّرة، كأنها في حالة تجلِّيات حلميَّة فرحيَّة شوقيَّة متدفِّقة، تبوح ما يجول في خاطرها بوحًا مسربلًا بألق الحبِّ والحنين بروحانيّة إنسانيّة دافئة، فولدَتْ فضاءات القصائد محبوكةً بصُورٍ شعريَّة تفيض حبًا طافحًا بالسُّموِّ والصّفا والبهاء بأسلوبٍ رشيقٍ ومتناغم، وقد استخدمَت ترميزات شعريَّة، في متون القصائد، مجسِّدة شغفَ الحلم المنبعث من ظلالِ بوح الروّح إلى أشهى مرافئ الحنين وهي في أوجِ شوقها إلى تيجانِ الحبِّ والحياة الهادئة والهنيئة، فجاءَت صورُها الفنَّيَّة محبوكة بأنغام الطَّبيعةِ ونسائم الرَّبيع، حيثُ تبني فضاءات توقها وحبَّها على إيقاعِ رفرفات أجنحة المحبَّة والجمال والعيش الكريم، فلا تجدُ أبهى من هذه العوالم الحالمة كي تجسِّدَ ما يعتريها من هواجس وطموحات وحنين “.
ونقرأ من الديوان هذا النص بعنوان ” همسة فرح “، حيث تقول:
من ساحلِ الروحِ
لو تسقِني.
رحيق َ العشقِ
أنا فراشةٌ تهوى
تقبيلَ الزهورْ
أرسلُ إيماءاتٍ مترفة ً
بالسكرِ
شغوفةً برسمِ لوحاتٍ
ألوانُها خيوطُ
شمس.
تُغيد بسمةَ الفجرِ
وتأتي بسُحُبِ الغيمِ
بلحظةِ حبّ
بمحرابِ عينيكَ
تسجدُ لقلبك
في طلّكَ سماءٌ
ونوارسُ بحر
تنشدُ أغنية رسَمَها الغيمُ
للمَطر.
تغسِلُ أحزاني وتقّبلُ
روحي
وعلى عرشِ حرفِكَ أتربَّع
أضيءُ لكَ الحروف
بعذوبةِ القصيدة
جسَدٌ يبحرُ
يعزِفُ نَغمَ القوافِي
أحِبُّكَ بجنونِ البرقِ
وسكونِ البحر
فأنتَ العِطرُ في
الوجدان
منكَ قصيدتي تعَطَّرَت
ومِن نبضِ روحِكَ توهَّجَت
أطيرُ بجناح لا يأسُرُهُ فضاءْ
أنا فراشةٌ تعشَقُ الحياةْ
ليلى غبرا شاعرة إيحائية متدفقة، متوهجة بالكلمة الناعمة الهادئة والحرف الأنيق، تتمتع بخيال تصويري خصب، مبشرة بالتنامي والصعود، نصوصها بالغة الشفافية والجمال والعذوبة والدفء الروحي، ترسم مشاعرها واحاسيسها العميقة بعد أن عجز الكلام عن التعبير، وكأنها رسامة ماهرة تمسك بريشتها وتداعب ألوانها وتبدع في رسم لوحتها.
وديوانها ” ضياء اللّيل ” يكشف عن شاعرة رقيقة تصطاد قصيدتها اصطيادًا، بكل ما فيها من بوح شفيف ورشاقة لغوية وصور جذلى، حتى تبدو وكأنها أغنيات أو سلسلة معزوفات موسيقية تتهادى بين نسائم، أو لقطات رسمت لتكون قصائد من حب وجمال ودفق عذب.
إنني إذ أهنئ الصديقة الشاعرة السورية المتألقة ليلى كامل غبرا، أتمنى لها المزيد من العطاء والإبداع الرائع والتألق المتواصل، مع خالص تحيات المودة والتقدير.