شارك النائب أيمن عودة مساء الأمس (السبت) في المظاهرة المركزية في تل أبيب التي نظمتها أحزاب المعارضة من أجل الديمقراطية وضد فساد نتنياهو ومحاولاته لتشريع قوانين تضمن حصانته وحمايته من تقديم لوائح اتهام ضده وإدانته.
هذا وأثارت مشاركة النائب عودة حفيظة اليمين التي وصلت إلى تحريض نتنياهو وزمرته العنصريّة على عودة، وفي المقابل قوبلت إمكانية عدم مشاركة عودة كممثّل شرعي للجماهير العربيّة بانتقاد لاذع وتهديد بمقاطعة المظاهرة من قِبل حزب ميرتس والعمل وأوساط يساريّة مشارِكة.
ويذكر في هذا السياق، أنّ القياديّة في حزب العمل شيلي يحموڤيتش كانت قد عقبت على إمكانية عدم مشاركة النائب عودة: “مظاهرة خالية من العرب هي خضوع للعنصرية ولتحريض اليمين، وهذا يعتبر رقصًا على أنغام التطرّف.”
وأضافت يحموڤيتش: “هل سيتدفق متظاهري اليمين في الحافلات بسبب إقصاء العرب؟
هذا خطأ أخلاقي وسياسي”.
ومن جهتها عقّبت رئيسة حزب ميرتس السابقة زهاڤا چالئون: “الشراكة العربيّة-اليهوديّة، بالأخص في محاربة فساد نتنياهو وسعيه في هدم سلطة القانون، لا تعبر فقط عن العدل إنّما أيضًا عن الحكمة.”
كما وأرسلت چالئون نداءً لحزب كاحول-لاڤان، بأن يبدوا مسؤولية قياديّة ولتوسيع صفوف النضال بالكف عن خضوعهم للعنصرية.
وفي أعقاب خطاب عودة في المظاهرة كتبت صحيفة هآرتس، خطاب عودة هي التي أثارت جمهور المتظاهرين، وهو الذي جلب المئات بل آلاف المتظاهرين اليساريين الذين أرادوا مقاطعة المظاهرة. وأضافت الصحيفة، خطاب عودة الذي يتّسم بالنقاشات الفلسفية والتفرقة بين العرب واليهود، اختفت كما لو لم تكن.
عودة أحيى الأمل لدى الجمهور.
أما العنوان الرئيسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” فكان اقتباسًا من خطاب النائب عودة نريد ان تكون الدولة للجميع سنسعى لأنّ نكون مؤثرين في المعادلة بحسبها لا يمكن التغيير بدون المواطنين العرب.
ومن جهته هاجم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عودة ناعتًا إياه بداعم الإرهاب، قائلًا:
“أيمن عودة داعم الإرهاب يلقي خطابًا بمباركة چانتس ولاپيد- هذه نكتة!”
ومن جهته عقّب وزير الأمن الداخلي چلعاد أردان ناشرًا ڤيديو يجمع به مقالات تحرّض على عودة كناشط داعم للإرهاب.
هذا ويُذكر أنّ عودة شدّد في خطابه على ضرورة بناء أوسع تحالف ضد نتنياهو بشجاعة ومسؤوليّة سياسيّة ترتكز على النضال من أجل السلام، المساواة، العدل الاجتماعي والديمقراطية.
وفي خطابه ركّز النائب عودة على المعادلة السياسية التي بحسبها نحن المواطنين العرب لوحدنا لا نستطيع إحداث التغيير، ولكن…. بدوننا لا يمكن! ولهذا نحن بحاجة إلى تحالف الشجعان.
وحول ذلك عقّب عودة: “نتنياهو العنصري والمحرّض الأكبر لا يفوّت فرصه للتحريض ضد جماهيرنا وقيادته. لم تمر خمس دقائق على انتهاء المظاهرة حتى بدأ نتنياهو في بثّ سمّه التحريضي.”
وأضاف عودة: “نتنياهو مأزوم وخائف بسبب فهمه جيّدًا للمعادلة التي نطرحها بقوة في كل منصّة- حين نضع نحن المواطنون العرب ثقلنا السياسي، فهو لن يبقى في الحكم!
سنستمر في طرح موقفنا في قوة وسنكون نحن المؤثرون في إحداث التغيير في المناخ السياسي رغم أنف العنصري نتنياهو”.