أمسية إطلاق ومناقشة رواية ” حكايات الليدي ندى” للدكتورة كلارا سروجي شجراوي، في نادي حيفا الثقافي  

 

خلود فوراني سرية –

أقام نادي حيفا الثقافي مؤخرا أمسية ثقافية حضرها عدد كبير من المهتمين وكوكبة من الأدباء من شتى الأنحاء، تم فيها إطلاق ومناقشة رواية  “حكايات الليدي ندى” للدكتورة كلارا سروجي شجراوي، الصادرة عن دار الآن ناشرون وموزعون- عمّان، لصاحبها جعفر العقيلي.

كانت البداية لمسة وفاء لطيب الذكر حسين اغبارية الذي خدم المجتمع الحيفاوي من خلال عمله كرئيس لجمعية التطوير الاجتماعي- حيفا على مدار عقود من الزمن. وذلك من خلال شريط مصور قصير عن حياته.

قدم بعدها رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة الكلمة الافتتاحية فرحب بالحضور والمشاركين والفنانة المشاركة أجمل ترحيب. ثم استعرض الأمسيات الثقافية القادمة داعيا لحضورها.

أدارت الأمسية وتولت عرافتها الناشطة الثقافية  خلود فوراني سرية. فتحدثت عن الإبداع الذي نحن بصدده مقدمة لمحات موجزة عن الرواية، تركيبتها، أبعادها ومضامينها متطرقة إلى الكاتبة وسيرتها الأدبية.

أما في تقديمها للأمسية فجاء: ” يجمعنا مجددا  لقاء ثقافي آخر من لقاءاتنا الأسبوعية. لقاءات أدبية  يحمل بعدها كل منا معه مادة ما، معلومة جديدة ما، ربما استوقفته، رأيا مغايرا وافقه، أو آخر استفزه، فكرة قدحت زناد عقله، مادة استدعته للتأمل والتفكر، عبارة أثيرة راقته..

أو قد لا يحمل  شيئا من هذا ولا ذاك لكن حتما لا يخرج من القاعة كما دخلها..

وفي كلتا الحالتين سيظل الواحد فينا يرتقي بروحه وعقله ما دام الكتاب جليسه والنشاطات الثقافية والمحافل الأدبية “مربط خيله” وبالتالي نعزز القيم الحضارية في مجتمعنا ونظل قابضين على الجمر في سبيل ترسيخ، إرساء، إعلاء ونشر ثقافة الكلمة في عصر باتت فيه تلك الثقافة مهددة “.

 

دُعيت بعدها إلى المنصة الفنانة التشكيلية ماجدة حكروش والتي رافقت أعمالها الفنية الأمسية حيث قدم لها باسم جمعية نجم العربية الدولية للفنانين التشكيليين، كل من رئيسة الجمعية الفنانة نجوى كبها والمحامي فؤاد نقارة، درعا تكريميا.

أما في فقرة المداخلات فكانت البداية  مع د. منير توما فقدم خلالها مداخلة نقدية عنوانها “طغيان وصف  الجسد في حكايات الليدي ندى” جاء فيها أنه  من الملاحظ في كثير من نصوص الرواية الكشف عن مدى تنبه الكاتبة إلى اللغة المستعملة وكيف يأتي السرد ورجعيته وهي تأتي في سرد حكايتها من خلال أفراد مجتمعها الروائي، وكيف تفلح في الإتيان بالجرأة التي تملكتها لتكون مختلفة بلغتها. ومن اللافت أن الكاتبة تركز كثيرا على جمالية الجسد من خلال أوصافها لشخصيات الرواية الأنثوية.

وقد لمسنا في الرواية العديد من النفحات الرومانسية السريعة المؤطرة لجمال الجسد الأنثوي . وقد تطرق الناقد إلى رمزية أسماء شخوص الرواية التي اختارتها لهم الكاتبة متعمدة.

وقد أشار إلى أن اللغة لدى الكاتبة تمتلك قدرا ملحوظا من الاستقلالية لتبرزها معنية بها، أو وهي عائدة إليها على صعيد الجنسانية.  وتحديدا في مواقع دقيقة لها صلة بالجسد وبشكل أدق من خلال الوصف الزمكاني المتحرر من الكوابح اللغوية الموحية.

تلته د. لينا الشيخ حشمة في قراءة إبداعية للرواية عنونتها “شهرزاد في العالم الافتراضي”

جاء فيها أن الرواية تنتمي إلى عبر النوعية، تتوق إلى الحرية متمردة على الشكل التقليدي للرواية، وتعتمد على الرسائل في تناص مع ألف ليلة وليلة.

تعي الكاتبة أن عليها أن تثور على الواقع من خلال تقويض جنس الرواية ولا تهدف إلى جلد الذات. بل تشوه الواقع وتضخم عاهاته حتى تستفز القارئ.

يتداخل الواقع بالوهم فيها فيتهشم الشكل ويتشظى تماما.

وأضافت، تنتمي الرواية إلى السرد النسوي بامتياز وتعالج الرقابة الاجتماعية القاسية التي تتعرض لها في مجتمع تقليدي محافظ يحاصرها داخل قضبان من تقاليد بالية، إضافة إلى الهم الوطني والتابوهات السياسية والدينية.

ومن ملامح السرد النسوي في الرواية، هيمنة الشخصية الأنثوية على النص، لأن الكتابة بوح وتحليق في فضاءات مختلفة حين يضيق الوطن .

تطرقت د. لينا إلى رمزية أسماء شخوص الرواية، لا سيما الاسم  “ندى” بالتوازي مع مدينة حيفا رمز الجمال. ندى رمز للوطن فلسطين التي اغتصبت وهُجر أبناؤها ويعيشون حالة الاغتراب وتشظي الهوية.

ثم عن صورة الغلاف وعلاقتها مع حيفا والوطن المسلوب.

وأخيرا عن شخصيات الرواية كل بدلالاتها للحرية، الحب، التسلط والسيطرة، النظام الحاكم، والقمع الذي يشوه كل أبناء الوطن ذكورا وإناثا.

يجدر بالذكر أن الأمسية أقيمت برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني- حيفا.

    

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .