الظاهر العمر وأسوار مدينة طبرية
بقلم: سهيل مخول – البقيعة
تأسست مدينة طبريا سنة 20 ميلادية، في القرن السادس للميلاد جدد الرومان تحصين المدينة، ثم أعاد تحصينها الصليبيون سنة 1540 ، ثم رممت الأسوار في عهد السلطان العثماني سليمان الأول، ولكنها هدمت نتيجة هزة أرضية سنة 1546.
في فترة حكم الظاهر العمر لمدينة طبرية، رمم الأسوار، وما نشاهد اليوم هي بقايا الأسوار من فترة ظاهر العمر التي تم بنائها سنة 1737 – 1738 ، على امتداد الأسوار بنيت ابراج مراقبة. الأسوار أحاطت المدينة من ثلاث اتجاهات وهي الشمال ، الغرب والجنوب اما من الشرق فكان شاطيء البحيرة بدون أسوار.
سنة 1742 صمدت الأسوار أمام حاكم سوريا الذي حاصر مدينة طبريا مدة 83 يوماً ولم يتمكن من اختراق الأسور، بالرغم من جيشه كان مجهزا لاختراق الأسوار، وهذا يدل على أنها كانت متينة.
بنيت القلعة باشراف صليبي ابن ظاهر العم سنة 1745 في القسم الشمالي الغربي، المرتفع المطل على المدينة ومحيطها، وهي بناء ضخم مربع الشكل مكون من طابقين وأربعة ابراج، اجزاء من القلعة قد تضررت نتيجة الهزات الأرضية. في عهده بنى المسجد الزيداني سنة 1743 ورمم مسجد البحر في نفس السنة، وبنيت السرايا.
نبذة مختصرة عن ظاهر العمر:
هو ظاهر عمر الزيداني (1689 – 1775)، ولد سنة 1689 في قرية عرابة البطوف. هو مؤسس أول كيان فلسطيني برؤية قومية ، أحدث نهضة عمرانية واقتصادية غير مسبوقة ومستقلة عن الامبراطورية العثمانية، تمركزت سيطرته في الجيل الأعلى وامتدت إلى غزة ضاماً إليه الخليل والقدس ونابلس وبيت لحم، وامتدت سيطرته إلى صيدا من جهة الجليل والى عجلون واربد من جهة طبرية (طبريا). في فترة حكمه سادت االطمئنينة وعم الرخاء وتحققت العدالة الاجتماعية بين الطوائف والمذاهب.
قام ببناء علاقة وطيدة مع عائلات ووجهاء المنطقة مما ساعده على بناء حكم مستقل في شمال فلسطين، سنة 1705 عين حاكماً على عكا، عمل على تحسين مركزه وتحصين مدينة عكا، عمل على ادخال سياسة اقتصادية جديدة وهي احتكار أهم المنتوجات وعمل على جذب التجار الأوروبيين بمساعدة وزيره إبراهيم الصباغ.
لقد نقل المجتمع الفلسطيني من مجتمع زراعي فلاحي، إلى مجتمع مدني، تشهد على ذلك كثرة المباني في عكا، الناصرة ، صفورية، شفاعمرو، جدين، حيفا، صفد طبريا وغيرها، وهي تشهد على الرخاء الذي ساد في فترة حكمه.
قتل ظاهر العمر سنة 1775 على يد القوات التركية بقيادة أحمد باشا الجزار، ، نتيجة خيانة قائد جنده. بعد مقتل ظاهر العمر اختبىء أبنائه وأحفاده عن أعين الجزار، منهم من ذهب الى حوران، ومنهم الى جنوب لبنان والناصرة وغيرها. ولكن بالرغم جهود الدولة العثمانية القضاء على آل الظاهر فإن ذلك لم يكن ممكناً، وبقي بعضهم مصدر ازعاج للسلطات العثمانية.
المصادر: