يستدل من مواقع احصائيات رسمية ان جيل الزواج الرائد في البلاد يقع عند حد ال 27.3 عام , وان غالبية الأزواج يقدمون على الاقتران في جيل 27.8 عام وغالبية الزوجات في جيل 25.9 عام , وهذا يعني ان جيل الزواج ونسبة الطلاق يلتقيان في نقطة تصاعد بينهما , ويعكس الاعتقاد السائد لدى الكثيرون منا ان سبب الطلاق الرئيسي هو الزواج المبكر , بيد ان الأسباب على ما يبدو غير ذلك , بل بعضها لربما متعلق بغزو الحضارات والأفكار الدخيلة على مجتمعنا العربي , او لربما متعلق بتلك الحقوق او المخصصات التي تتلقاها العائلات الأحادية من التامين الوطني وما الى ذلك .
ولهذا فقد توجه مراسلنا بهذا الخصوص الى المحامي المختص في القضايا الجنائية ومحاكم شؤون العائلة د. سلمان خير , حيث قال ان معطيات الطلاق ليست من فراغ وهي مقلقة ويجب التوقف عندها والعمل الجاد والمشترك لجميع المؤسسات ذات الشأن للحد منها , سيما وان مجتمعنا العربي اخذ الى الانفتاح على حضارات وثقافات دخيلة لم يعيها في الماضي قد تدفع به أحيانا الى المطالبة بفك الرباط الزوجي لأسباب هشة او بسيطة يمكن تقويمها ومعالجتها في حالات عدة , ضاربًا بذبك عرض الحائط تلك المحاولات الهادفة الى اصلاح ذات البين او الى إعادة المياه الى مجاريها بوسائل اقل ضراوة من فك رباط العقد الزوجي , وباعتقادي ان المحاكم الدينية تساهم في ذلك بعض الشيء , وفي بعض الحالات وإن كانت قليلة , تضغط على زناد التسرع في الطلاق قبل ان تستنفذ جميع محاولاتها في اصلاح ذات البين قبل وقوع الطلاق الفعلي , غير ابهة في قرارها النهائي بالطرف الذي اصر على الطلاق , بل تعطي تفسيرات هي باعتقادي بمثابة اجتهادات شخصية لبعض القضاة في اخذ الأمور الى مساحات مغايرة لما كان متعارف علية في ازمان غابرة , وكان هو بمثابة المانع والرادع في عدم التسرع نحو الطلاق , وهذا من شانه ان يفاقم الوضع , وقد يفسره البعص في اتجاهات خاطئة لا تصب في رقعة الحد من الطلاق المستشري , بعض الشيء , لدى الازواج .
واردف د. خير قائلا ان شهادة الطلاق ليست بشهادة جامعية , بل ان ابغض الحلال عند الله هو الطلاق , وان في أحيان كثيرة الاباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون .
وحول سؤال مراسلنا عن اهم أسباب الطلاق كما يعيها من الملفات التي يتداولها في المحاكم , قال د. خير ان الأسباب لذلك عدة وعديدة ومن الصعب ادراجها في ” خانة ” واحدة , بيد أن أهمها هو كالاتي :
- العنف المستشري في المجتمع ( عنف جسدي كلامي نفساني واقتصادي ) .
- الابتعاد عن الدين وغياب الدور التوجيهي من قبل الاهل ومؤسسات أخرى .
- الغزو الفكري القادم من التلفاز والشبكة العنكبوتية بمن فيها الانترنيت وغيره .
- صعوبة الحياة وعدم الاختيار المناسب .
- اعجاب الشاب بشكل الفتاة وليس بالضرورة بأخلاقها ( التمسك بالمظهر والابتعاد عن الجوهر ) .
- انفتاح المرأة للعلم والحرية , وتمسك الرجل بنفس العقلية الداعية الى التحفظ وغيرها .
- تجاذبات ومشاحنات وانجذابات لأمور غير جادة ومجدية .
- تدخلات خارجية ( من الأهل والمقربين ) .