كتب الناقد نور عامر على صفحته في الفيسبوك:
من المنشورات التي استمالتني على الفيسبوك كلمات الشاعر حسين حجازي. أقفُ عند بيت شعر له كتبَ فوقه كلمة “تناصّ”: على قدرِ ثغر الزهر تزهو النسائمُ / وتحلو على قدر العيون المباسمُ. مباشرة يلمع في الذهن قول المتنبي: “على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ / وتأتي على قدر الكِرام المكارمُ.
“البيتان من البحر الطويل. “التناص” أنواع، ربما النوع الأكثر استحسانا هو التقاطع بين الماضي والحاضر مع انسجام المعنى، وتمازج الرؤية وتقارب المواقف. مثالنا: قال الشاعر الجاهلي امرؤ القيس: “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل / بسفط اللوى بين الدخول فحومل”.
تقف فدوى طوقان على أبواب يافا وتقرأ فيها صور الخراب والدمار، فتقول في قصيدتها “لن أبكي”: على أبواب يافا يا أحبائي / وفي فوضى حطام الدور / بين الردم والشوك / وقفتُ وقلتُ للعينين / يا عينين (قفا نبك).
أمّا نوع التناص في بيت حسين حجازي فهو كتابة نصّ على نص، أو تشكيل صورة جديدة من نص قديم، وقد أجاد فطلع بصورة شعرية جميلة جدا. ومن صوره الشعرية الماتعة أسوق بيتا آخر من قصيدة له على البحر الكامل: “قولي أحبكَ مثلما قلبي هوى – وتنسّمي طُللَ الزمانِ، زماني”.
واستطرد الناقد عامرالقول:
بعض قصائد الشاعرة الجولانية أملي مرعي أبو جبل ليست للقراءة العابرة، بل للتفسير والتأويل: “كما تنقرُ النوارس – وجه الشمس – عند المغيب – ينقرُ لظى الشوق خافقي”. ابتدأتْ بالنوارس، البياض من طبيعة خاصة يلوّن المعنى. ربما هو التفاؤل مرَّ كلمح فغيّبه “المغيب” الغروب، تكون النفس الإنسانية ميالة للحزن والاكتئاب. هل كانت الشاعرة حزينة؟
أربطُ المقطع السالف من قصيدتها بقصيدة لها موسومة “الموت”، تمرُ القصيدة بمُناخ قاتم وتنتهي بصورة تحطم وانهيار! لعله قطع الأمل، أو الرغبة في الهدم بِنية البِناء، وقد يكون التمرد على الأشياء المألوفة الثابتة نسبيا.
لن أغامر بالمزيد من التأويل باعتبار أن “العوامل والظروف مسؤولة عن نوع التفكير” كما جاء في عِلم النفس. وأنا لستُ بعارف ظروف الشاعرة، إنّما أنظرُ من وراء زجاج مصنفر ان صح التعبير.