تتأثر البلاد بمنخفض أخلاقي وثقافي، يتمركز في الطبقات العليا للمجتمع، مشبع بغيوم التحريض والعنف .. و”زادت الطين بلّةّ”، نتائج الانتخابات المحلية وأمتداد لـ”شبّورة” من الجهة ألأخرى، مصحوبه بالقتل والاقتتال وحرق المحال، واطلاق النار ومزيد من التعصب والتذرع بأن أكثر من واحدة “سنة الشوب بتلبس ثوب”، لكن يا حرام الشوم بدل ان تلبس هذه او تلك، الابيض بيوم زفافها لبسوها اياه في وداع اخير، متذرعين بأنها “خفيفة” وتمويه “بنقص في مياه بحيرة طبرية” وما أليه من كلام ناقص وادعاءات شرطية، اقل ما يقال فيها انها مثل غيم شباط..
مع ان شباط “لو شبط لو لبط لو خبط بتظل ريحة الصيف فيه”، لكن هذا كتب “إن قوست في الباكر أحمل عصاك وسافر”.. فَرَدّ عليه آخر، “إن قوست في العشية دَوّر على القرنة الدفية”، فأكد ثالث، “إن أثلجت أفرجت” ورابع أستنجد: “آذار يا أبن عمي ثلاثة منك وأربعة مني”. وخامس وسادس واصبحنا مثل البصل “كلنا روس وما عاد فينا قنّار” وهات “دبّرها يا مستر دِلّ”.
في هذه ألأحوال المتقلبة أنقلبت الكثير من المفاهيم هذا بَدَلَ قِيَمَه بـ “أصابيع الببو الخيار” وتلك قالت “لو بدها تشتي غيمت”.. لكن زخات من المطر، عفوا، زخات من الحجارة، تساقطت في هذا المكان او ذاك، مصحوبة ببرق ورعد “الشباك اللي بفوت منه الريح سِدّه واستريح”.
من جهتي سديت بوزي وعدلت عن ترشيح نفسي لأية ممهمة، ولا حتى للمجلس المحلي، كون الواحد “نقمته من بدنه”.. فمن يعرف اكثر مني، ان حرمنا المصون، مثل المنشار، على الطالع والنازل، بتفّرم حكي ولسان حالها يقول: “مش كل من صف الصواني حلواني”.
صدقوا او لاتصدقوا باننا: “اكلنا الحلاوه ونسينا العداوة!!” في وقت تواصل فيها درجات حرارة العنف أرتفاعها، وعليه نوجه عناية الصيادين في المياه العكرة، بالتخفيف من وطأة: “بطيخ يكسر بعضه”!
أما صيّادو قلوب شريكة الحياة، فنلفت نظرهم الى أن أمواج مكبرات الصوت بالشتاء، تكون اخف وطأة من الصيف، ودفء الافراح يقي من برد كوانين.
درجات الحرارة المتوقعة لهذا الموسم تدور حول معدلها العام مع أرتفاع طفيف في القتل على خلفية شرف العائلة، وعنف متزايد داخل المجتمع. كما تحذر هيئة الارصاد من زيادة التوتر على خلفية الانتخابات المحلية المنصرمة والبرلمانية المقبلة، مع العلم انه، لأتفه الاسباب تبدأ بين الصغار ويعّلق فيها الكبار: وخلي “سعد” يذبح ويتخبى ويبلع! المهم “في سعد السعود، بتدب الماويّة بالعود وبدفأ كل مبرود”.. ويصبح الجو بين غائم جزئي ولطيف لكنه مرتبط بتقلبات (الطقس) ألأجتماعية والثقافية وايضا الانتخابية..
نلفت عناية القراء الكرام، أن نشرة الحال والاحوال هذه، تبث تحت رعاية دكان “الكوكتيل السياسي”.. الدكان الارخص في البلاد، اذ تجدون فيه بضاعة “بسعر الفجل”. وتصفيات على بعض ملابس الزعامة التقليدية: بدلات مخترة عتيقة وقنابيز روز مقصبة و(شراويل) للجخة، وعرضًا واسعًا لتشكيلة من الطرابيش، المحلية والمستوردة، نلائمها بموجب الرؤوس الكبيرة والصغيرة وحسب المقاسات والمقامات..
(اعد النشرة وقدمها مفيد مهنا ـ البقعية)