بعد غياب أكثر من ثلاثة عقود في بريطانيا، يعود البروفيسور الفلسطيني المغترب بشير مخول إلى وطنه الأم ليقدم معرض شامل، يضم مجموعة من الأعمال الفنية من الرسم، التصوير، والاعمال الانشائية، التي قام بإنتاجها على مدار سنوات طويلة في بريطانيا، ويقدم عملا جديدا احتفاء بالمعرض.
“عقوبة الترف”، عنوان لمعرض فردي شامل، يلخص تجربة مخول الفنية على مدار ثلاثة عقود من الحياة في المغترب الانكليزي، وهي اعمال تعالج موضوعات الصراع والعنف في المنطقة وبشكل محدد القضية الفلسطينية. يفتح المعرض أبوابه في صالة الفنون في مدينة أم الفحم في المثلث، وسيضم اعمالا أنتجها الفنان على مدار سنين في مكان إقامة في بريطانيا واعمالا حديثة قام بإنتاجها خصيصا للمعرض. ويشمل المعرض اعمال في الرسم، التصوير والتركيب الانشائي، وفي مناسبة المعرض يقدم الفنان عملا انشائيا جديدا يضم 10،000 منزل نموذجي، جميعها مليئة “بالزعتر”.
وصرح مخول: “إن استعمال الزعتر جاء كدلاله ثقافية عن الوجود الفلسطيني وخاصة أن نبتة الزعتر غالبا ما تدل على الوجود الفعلي للعائلة الفلسطينية، ثم اشار الى ان استعارة النبتة هي محاولة للربط بين الرموز والتراجيديا التاريخية للشعب الفلسطيني وخاصة مذبحة “تل الزعتر” التي راح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين وتم تدمير المخيم بالكامل، “في هذا العمل سوف يسقط زعتر من أبواب ونوافذ المنازل النموذجية، مما يوضح كيف أن هوياتنا لا يمكن حصرها. وهي مصممة لإثارة التفكير في كيفية تسرب هوياتنا السياسية والثقافية والدينية من القيود التي نحاول وضعها عليها”.
بروفيسور مخول هو أحد الأطفال العشرة لامّ أرملة في قرية البقيعة الفلسطينية، ذهب البروفيسور مخول للدراسة للحصول على شهادته، الماجستير والدكتوراه في بريطانيا قبل ثلاثة عقود. وهو اليوم أكاديمي رائد في مجال الفنون البصرية وباحث متخصص في الفن الفلسطيني له اصدارات عديدة في اللغة الانكليزية صدرت في الخارج. وفي العام السابق ٢٠١٧ تم تعيينه كأول رئيس من اصول عربية فلسطينية لجامعة الفنون الإبداعية في بريطانيا.
إلى جانب الأدوار القيادية في التعليم العالي، استمر في عملة كفنان رفيع المستوى، حيث عرضت أعماله عالميا منها جاليري هايوارد/ لندن، وتيت ليفربول/ بريطانيا، بينالي البندقية/ ايطاليا، أيتشي بينالي/ اليابان.
على الرغم من حضوره الواسع في الوطن العربي، الا ان هذا المعرض هو أول معرض فردي شامل لأعماله في الداخل الفلسطيني منذ اوائل التسعينات، ويقول مخول: “ان هذا الحدث يمثل شيئًا من العودة إلى الوطن، حيث كانت فلسطين شغلي الشاغل على طوال مسيرتي الفنية، وقد أثبت ان تراثي الفلسطيني يشكل محور عملي الفني وأنه من المثير جدا أن يتم العرض في المنطقة التي كانت مصدر إلهام مستمر”.
ومفاجأة المعرض مجموعة من اللوحات التي هي عمل مشترك بين الفنان ونجلة الاكبر اسكندر مخول الذي التحق بمسيرة والده الفنية وتخرج مؤخرا من كلية الفنون في بريطانيا وهو يقدم الآن رسالة الماجستير في موضوع تصميم الالعاب الإلكترونية.
يستمر المعرض حتى 23/3/2019، وسيحضر المخولين إلى الافتتاح وايضا كل من البروفيسور جونثان هاريس، وجوردون هوون القائمين على المعرض.