لكل أديب فضاؤه ووطنه وعشه وتحليقا ته!!
هو كائن استثنائي في عالم غير استثنائي ..رتيب ومتكرر الوجوه .. وله قيمه المبتعدة عن الروحيات إلى مجال الماديات الزائف والقشور الفارغة!!
الأديب يبدع بأبهى الأشياء عندما يخلص لذاته.. لفضائه .. لوطنه الخاص .. لعشه وتحليقا ته .. فالإخلاص للإبداع إذن مربط الفرس في القضية!!
وعندما يفتقد الأديب مادته الأساس وهي الإخلاص .. نراه بلا بوصلة ولا نجوم !! تائها في ميدان التعبير .. قد يبدع .. إنما بلا روح .. ولا عمق .. ولا انتماء أصيل للكون الإنساني!!
الأديب من يصنع الفكرة لا الذي يصطنعها .. هو الذي يهدي الفكرة بلا طلب إلى الناس بكل مكان ليسعدهم .. لا الذي يأخذ عليها منصبا أو متاعا دنيويا زائلا .. هو الشمعة التي تذوب شيئا فشيئا وتجود بنفسها لتنير الأبصار.. لتضيء العالم !َ!
الأديب هو الطائر الغريد في كل الأغصان .. وفي كل الفضاءات .. حر في تحليقه وفي تفكيره .. هو الحرية المطلقة بلا قيود .. بلا انتماءات لغير للإبداع .. ولغير الوطن الحق .. ولغير الذات في نجواها ومكابداتها وفرحها وحزنها .
هذه هي رؤيتي للأديب .. الأديب لا يلتقي في مفهومه الإنساني بالأحزاب والمؤسسات والصالونات .. وإذا التقى بها ابتعد عن جوهر الإبداع .. وصار كائنا رمزيا لا فكرة خالصة .
مع الاحترام لبعض الأدباء الذين تغلبوا على العناصر المتضادة وصنعوا ذواتهم في عالم الضجيج!!