الشاعرة السورية عبير الزاقوت وقصائد بلون الورد  بقلم: شاكر فريد حسن 

 

لعل المصادفة وحدها قادتني الى نصوص الشاعرة السورية الناعمة الرقيقة، ابنة السويداء عبير الزاقوت، في صفحتها على الفيسبوك، وفي المواقع الالكترونية السورية والعربية، خصوصًا ” منبر العراق الحر “.

عبير الزقوت شاعرة واعدة تحمل هموم الأنثى والوطن السوري الجريح، وتختزل مشاعرها وعواطفها ووجدانها حروفًا وكلمات، وتأسرنا ببوحها الشفاف ونصوصها التي تبدأها فلا تشفى منها رغم انتهائك منها.

انها تتجرع كؤوس الحب والعشق والحزن والحنين، وتغزل ضوءاً من بريق، وترسم بلؤلؤ القلب، وعبير الوصال، والغيم الأبيض قمرًا ونجمة مشبعة بالارتواء، تتقاسم الشوق في معابد الضياء، وتملأ جيوبها بالفرح على فوارس القلب في مواسم اليباب.

عبير الزاقوت تحلق في عالم الخيال الشعري، وتحمل بذور تناميها الفني عبر لغة جميلة وصور شعرية مبتكرة ومبهرة قادرة على ابراز القيم الوجدانية المرهفة العذبة، والتحليق في فضاء الجمالية الشعرية الرحبة، وما يميزها التواصل الحميمي بينها وبين القصيدة، ولجوئها الى استخدام المعاني والألفاظ الواضحة القريبة من القلب، مما يثري تجربتها الشعرية الخاصة، التي تغرف القصيدة من معينها.

وثمة خصوصية جلية نتلمسها لدى الزاقوت، اللغة النقيةً المشذبة بروية واتقان. ولعل ما يسم قصيدتها ألق الجملة وأناقة الحروف ونبض الاحساس وعمق الشعور واختيار المفردة والاستعارة، ناهيك عن التكثيف الشديد، ما يمهد لتجربة غنية مترجمة الى حساسية شعرية بانسيابية مدهشة، فلنسمعها تقول في قصيدتها ” ليس في الحلم الا لك “:

قمرا شهيا

لأحج لعينيك

حين يستوي النبض

على أجنحة النعاس

أمد ذراع روحي

لأمسد شعر نجمة

هوت

لتستظل في صدر مشتاق

وكلما بلغنا ألف همسة

على شفاه قبلة

يتهادى حلم

في مدى الخافق

ليملأ كؤوس يقيني

بخمرة الضياء

عبير الزاقوت تلون النسق الشعري بالتكثيف الايحائي من دلالة الى أخرى، بخلق الجملة المثيرة أو الصور المدهشة التي تحمل بكارتها من دهشتها الاسنادية محققة من خلالها قفزة جمالية على مستوى التخييل وكثافة الايحاء وعمق الارتداد الشعوري الحسي التأملي.

عبير الزاقوت تكتب ما تشعر به من نبض وخفق قلب وارتعاشات روح وجسد، ومن مشاعر وأحاسيس، وما يهمها بالإساس هو الرضى عما تكتب، بأسلوب شعري جميل سهل ممتع في التعبير. وكتابة الشعر عندها هو اشباع رغبة وتحقيق نشوة تتوق ايصالها للقارئ وللمتلقي، والبوح بأسرار ذاتها الداخلية وعواطفها الملتهبة الجياشة.

وهي تنجح في الافصاح عن مكنوناتها، وايصال الصور بشكل سلس تأملي لا يخلو من الجمال والروعة.

عبير الزاقوت تعانق أوتار الأمل، وتبلل وسائدها بالحب، وتتبادل همومها مع همس الندى وسقسقة العنادل ، وتنقش أحلامها فوق الشمس والنجوم، وتنثر كلمات العشق والهوى بكل رقة على ضفائر الفجر.

فالتحية للصديقة الشاعرة عبير الزقوت، متمنيًا لها مزيدًا من الابداع والتألق والشموخ، فقد بدأت الدرب فاستمري في حمل الصليب ومواصلة العزف والجلجلة، واننا بانتظار قصائد بلون الورد وعبير العبير.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .