ردود فعل كثيرة جاءت حول قانون القومية الذي سنه البرلمان الإسرائيلي مؤخراً، منها من قِبل شخصيات او شرائح خدمت في أجهزة السلطة وضنت بان لها وزنًا لدى السلطات الإسرائيلية، فكانت متفاجئة من هذا القانون، من هؤلاء شريحة من أبناء طائفتي فرض عليها التجنيد الاجباري، وهناك من ما زال يعتقد بان هناك املا في ان تعدل السلطات الإسرائيلية القانون كرمال عينيه، نحن في لجنة المبادرة العربية الدرزية ناضلنا من اجل رفع الغبن اللاحق بنا ومن ضمن ذلك التجنيد الاجباري، اصدرنا المناشير والمجلات والكتب وكان اخرها كتابي ” كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزية” شرحنا لأهلنا واقعنا المأساوي، اقتنع به الكثير ولكن هناك من برر انسيابه مع سياسة السلطة جاء نتيجة ظروف الحياة المعيشية، وهناك من برر موقفه اعتمادًا على الواقع في الكثير من الدول العربية الذي هو اسوأ من واقعنا، وهناك من يصر على موقفه، وهنا بودي ان اذكر هؤلاء بتعامل السلطات الإسرائيلية التي صادرت أراضيهم ولم تطور قراهم، وتلاحق حتى جنودها وتفرض عليهم الضرائب الباهظة عندما يبنون دور سكناهم، بودي تذكيرهم بواقعهم المأساوي، لقد سقط بعض الجنود ضحية واعتقد البعض بان من سقط، سقط شهيدًا، فأي شهادة هذه؟.. هل سقط دفاعا عن الأرض التي صودرت؟ ام انه سقط واهما بانه يدافع عن الوطن، وما هو الوطن؟ اليس الأرض؟ .
الحقيقة التي اتضحت لمن كانت غشاوة على عينيه، هي أن من سقط.. سقط ضحية لأطماع إسرائيل التوسعية العدوانية والتي عبر عنها رئيس سابق لحكومة إسرائيل يتسحاق شامير عندما قال: “بان الحدود الحالية تكفي الجيل الحالي والجيل القادم بحاجة إلى توسيع حدود الدولة”
لقد سقط من سقط وترك امه في حسرتها الأبدية، لا تهنأ بنومها، تتقلب على فراشها وقد جفت وأضحت (قرقودة) الجلدة على العظمة.
لقد سقط من سقط بدون ثمن وكأنه قشرة بصل.
لقد سقط من سقط وترك والده في شوق بالغ يتفتت كبده، خاصة عندما يضطر إلى الابتسامة مسايرة لمن يقابله حفاظًا على الظهور بكبرياء الرجولة، ويا له من شعور غريب متناقض مع ما يعتمر في قلبه، هذا الوالد الذي يتأفف، يشهق عميقًأ ويزفر بعيدًا.. اففففففففففف
لقد سقط من سقط وترك زوجته ارمله فريسة احلام النوم واليقظة، التي تتخيل ابنها عريسًا ولا تصديق ما حدث.، التي تناجي صورته المعلقة على الجدار.
لقد سقط من سقط وترك ابنه يتيما وقلبه يُعتصر عندما يسمع أبناء صفة يفخرون بإبائهم. وترك ابنته تشعر شعورًا غريبًا عندما تقول لها زميلتها: ” شوفي بابا شو اشترالي “
قد سقط من سقط وترك خطيبته في خيبة امل بعد أن كانت تحلم في بناء اسرة سعيدة مع من اختارته ليشاركها الحياة، لقد استل الوجع الاحمرار من وجنتيها وحل مكانه الاصفرار.
لقد سقط من سقط وترك الفتاة التي تعاهد معها على اعلان الخطوبة، ولكن سقوطه كان صدمة قوية اشعرها بان عالمها قد انهار.
لقد سقط من سقط وكان لشقيقه السند الذي يعتمد عليه.
لقد سقط من سقط وترك شقيقته ترتجف من شدة احساسها المرهف وهي تسمع صديقتها تهمس في اذنها: ” شوفي ما اقبض اخوي”
لقد سقط من سقط وجعل الجد والجدة يموتون في حسرتهم بعد ان كانوا يشعرون بالغبطة القصوى ويقولون بان الحفيد أغلي من الابن “ما في أغلى من ولد الولد”.
لقد سقط كل هؤلاء دون أي قيمة، إن صهيون الذي يفتقد إلى الذوق وإلى القيم لا يعترف ولا يعير أي الاهتمام للمشاعر الإنسانية، لقد ذهبت كل التضحيات التي قدمها الاغيار ممن غرر بهم ادراج الرياح، مما شكل صفعة ولا نريد ان نقول أكثر من ذلك، إن حقيقة صهيون واضحة وقد كانت واضحة لنا تماما، اعتقد البعض أننا نبالغ وان لا بد أن تحفظ لهم هذه السلطات جميلًا، لكن هذا القانون جاء ليوقظ كل من عاش في الاوهام. إن السلطات الإسرائيلية تفاوض اليوم على منح الدروز امتيازات، وهي قد زعمت في السابق زورا وبهتانا باننا مميزون عن باقي أبناء شعبنا، ولكن الحقيقة مغايرة لذلك، وهي قد تقدم اليوم بعض الفتات لتخفيف حدة الاحتجاجات وهنا كان لنا تجربة مع الاعيبها واكاذيبها، انها تتعامل مع الاخرين بلغة التجارة بعيدة عن القيم والمبادئ الإنسانية.
وهنا ندعو اهلنا إلى العمل مع أبناء شعبنا لصد الهجمة العنصرية الواضحة التي مورست عمليًا على ارض الواقع بدون قانون خاص ولكن المخاطر التي ستأتي على شعبنا بكل اطيافه ومذاهبه جراء تشريع هذا القانون رسميا، خطيرة جدًا بحيث ستكون هجمة على كل مناحي حياتنا مما وجب التصدي معا بدون الوقوع في شباك “فرق تسد” مرة أخرى.