في التاسع عشر من شهر تموز الجاري ترجل عن صهوة الحياة المناضل والمثقف والشاعر والطبيب الشيوعي والشخصية الوطنية المعروفة د. فياض فياض، بعد مشوار حياة زاخر بالعطاء والنضال والكفاح الطويل والنشاط الأدبي والثقافي والكتابة الابداعية المتواصلة.
د. فياض فياض من قرية دير الغصون في محافظة دير الغصون في محافظة طولكرم، انتمى للأرض والتاريخ والفكر الثوري التقدمي والادب الوطني الملتزم المقاوم، وانخرط في صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني، وكان من كبار مناضلي الحركة الوطنية والشيوعية في منطقة طولكرم، ومن أعلام ورواد الثقافة والأدب.
كان مثقفًا رؤيويًا، آمن بالعقل والحرية، وآمن أن الحرية هي الاسم الآخر للأنسان، وأن الكمال الذاتي لا يتحقق الا من خلال الانسان الحر.
كان مدافعًا عن قضايا الناس الفقراء، وعنوان نضالهم الطبقي، منحاز ا ونصيرًا لهم في معاركهم الطبقية ضد كل أشكال وألوان الاستغلال والظلم والقهر الطبقي والاجتماعي.
وكان صوتًا مجلجلًا داويًا في كل محفل وطني، وكان قلمًا جادًا باترًا، وقلبًا كبيرًا نابضًا بحب الانسان، وقولًا رشيقًا، وفكرًا سديدًا صائبًا.
تعرفت اليه في الثمانينيات من القرن الماضي، ولمست فيه انسانًا رقيقًا جياش المشاعر، وشاعرًا ملهمًا، وكاتبًا مختلفًا، وعرفناه طبيبًا مخلصًا لرسالة الطب الانسانية، يمد يد المساعدة لفقراء الوطن والمحتاجين دون تردد أو منة.
وكان مسكونًا بهموم الوطن وقضاياه، وفيًا للقيم الشيوعية والمبادىء الثورية الحقيقية التي آمن بها وذاد عنها وناضل من أجل انتصارها. وربطته وشائج الصداقات والعلاقات مع العديد من الشخصيات السياسية والوطنية والأدبية والثقافية من مختلف أنحاء الوطن الفلسطيني.
رحل د. فياض فياض، وهو الذي كان كتب أيام قبيل وفاته عن المحامية المناضلة الشيوعية فيليتسيا لانغر، وعن المحامي ابن الطيرة المرحوم طيب الذكر فتحي شبيطة.
وداعا أيها النافخ في ثنايا الرماد، وداعا يا وجه البدر الفياض بتضاريس الحب الى ملكوت الرغبة والاصرار حاملًا انجيل الصبح قناديل- على حد قول صديقي الشاعر محمد علوش.
ودعنا نضع على قبرك اكليلًا مضفورًا فيه سريس الكرمل، وحبق الجليل، وطيون وادي عارة، وقندول الخطاف، وسنابل مرج ابن عامر.
ولعينيك نمضي على درب الكفاح، نجدد عهد الوفاء، وستبقى أيها الفياض الراقد في تراب الوطن الذي عشقت، على مدى الدهر خالد.