“خلاخيل” للكاتبة دعاء زعبي خطيب في أمسية إحتفائية مهيبة في نادي حيفا الثقافي

كتبت خلود فوراني سرية:

اكتظت قاعة نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 12.07.18 في أجواء إحتفائية بحضور مهيب ومميز حضر خصيصا للمشاركة بأمسية إشهار وتوقيع “خلاخيل” الصادر عن دار المها للنشر والترجمة،  باكورة أعمال الكاتبة دعاء زعبي خطيب ابنة مدينة الناصرة وهو كتاب يضم نصوصا شعرية، نثرية وومضات .

استُهلت الأمسية بلمسة وفاء للكاتب طيب الذكر عيسى لوباني وذلك من خلال شريط مصور قصير عن حياته.

افتتح الأمسية وقدم المحتفى بها رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة فرحب بداية بالحضور الغفير واستعرض بعدها كتبا موصيا بقراءتها: كتاب “فرقة العاشقين”- لفلسطين نغني لعبد القادر خطاب وفاطمة غرابة منوها أن الكتاب بمثابة توثيق لما قدمته فرقة العاشقين بفنها وأناشيدها لفلسطين.

ثم رواية  “رهين الجسد”  للكاتب فادي بديع أبو شقارة، رواية بها رفض أن يكون المؤلف رهينة المعيقات.

وأخيرا كتاب “كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزيّة” للكاتب هادي زاهر والصادر عن لجنة المبادرة العربيّة الدرزيّة الذي وُزّع في القاعة.

 

في باب المداخلات قدم الدكتور محمد هيبي مداخلة حول “خلاخيل” دعاء مشيرا إلى أنها بداية واعدة محملة  بالأمل، تلجأ فيها كاتبتها إلى الذكريات، تعزف فيه اللحن وترقص معه رقصة الحياة حزنا وفرحا، غصة ونشوة. صدق البوح عن حاضر وما فيه، بوح وذاكرة يشيان بحساسية الكاتبة وطهارة نفسها.

تطوع مفرداتها لتحكم نسيج ذاكرتها، فالذاكرة متدفقةً بالشعور هي العمود الفقري لنصوص الكتاب.

ورغم كون الكاتبة انتقائية إلا أن بعض عناصر تجربتها قد فرضت نفسها عليها،  فمنحت القارئ مساحة واسعة ليوظف الهنا والهناك الخاص به.

كما تجمع دعاء في كتابها بين حاستي النظر والسمع بشكل أخّاذ، تتعدد الأنواع الأدبية وتتداخل في الكتابة لديها .

أما عن الومضة – كثافة العبارة وعمق المعنى- عند دعاء فقد أجادت بها معبرة عن فكرها التقدمي وتكفيرها لأصحاب الفكر الظلامي الذي ينشر الفرقة بين الناس وقد جاء تناصها مع القرآن الكريم واضحا .

أردف د.هيبي قائلا إن القارئ  في خلاخيل يشتم نزعة أرستقراطية  برجوازية وشيئا من الاستعلاء، لكنه استعلاء ضد السلطة.

وختم مؤكدا أنها باكورة أعمال استطاعت أن تثبت حضورها وأن كاتبتها متمكنة وفي جعبتها الكثير.

تلاه الشاعر تركي عامر فاستهل كلمته بتحية خاصة قدمها لنادي حيفا الثقافي ونشاطه الدؤوب في إعلاء شأن الثقافة واللغة والانتماء في البلاد حيث بات النادي منارة ثقافية وبيتا للأدباء.

وعن الكتاب قال، فيه نصوص جميلة تقول قليلا يقول كثيرا. إذ لا تغرقنا في ثرثرة إنشائية لأجل الثرثرة.

لم تكثر صاحبتها من استعمال المحسنات البلاغية وقد أشاد بدوره بذلك فقليل من الغموض يفرح قلب القصيدة وهكذا نص ” خلاخيل”.

بعد قراءته ل “خلاخيل” ذاك النص الواضح، البسيط، الأنيق والعميق وجد الشاعر تركي عامر أن لا خوف على الأدب، وكانت مداخلته  عشقًا للأدب من أديب خائف على الأدب.

وقد ختم مداخلته بقصيدة نظمها خصيصا للمحتفى بها وكتابها وقد لاقت قصيدته تفاعلا من الحضور.

عُرض خلال الأمسية شريط مصور لقراءات دعاء لنصوص منتقاة من كتابها .

وكان الختام بكلمة للمحتفى بها أعربت فيها عن تجربتها في كتابة ” خلاخيل” حيث هي نواقيس قرعت خزان ذاكرتها الشخصية لتروي ظمأ سنين عجاف، هي اعتذار لسنوات عمر تأخرت في سداد دين له.

ثم قرأت  نصوصا مختارة من كتابها وعبرت عن سبب تأخرها في الكتابة بنص شعري جميل:

يسألونني لماذا تأخّرتِ؟ لماذا الآن؟
وهل للبداياتِ الجميلةِ أصدقائي أوان؟
ومن قال إنّ الرّبيعَ هو البداية؟
وكأنّنا في خريفِ عمرٍ همّه احتساءُ القهوةِ وفكُّ ألغازٍ وقضمُ رواية، وكأنّها النّهاية؟!
فما زالَ في جعبةِ الخريفِ كثيرٌ من المطر،
وما زالتْ شمسُ تشرينَ تعرفُ كيفَ تهوى وتعشقُ ألفَ وألفَ وألفَ قمرْ” .

وتابعت، “خلاخيل” ما زالت في بداية رقصها، عاشقة لأبجديات الحب في لغتها، فيها تجسيد للحب والحياة، فمن دون الحب كل الموسيقى ضجيج وكل الرقص جنون.

وقدمت شكرها للحضور ولنادي حيفا الثقافي والقيّمين على نشاطاته وخصت بالذكر المحاميين فؤاد نقارة وحسن عبادي وكاتبة هذه السطور خلود فوراني سرية، وتطرّقت لمعرفتها بفؤاد نقارة وزوجته سوزي حين قدمت لحيفا ليلة عرسها وكانا أوّل من التقتهما في العمارة .

وقد تخلل الأمسية معرض لوحات فنية للفنانتين التشكيليتين ماجدة غنيم وأريج لاون.

وبالتقاط الصور والتوقيع كان الختام على أن نلتقي الخميس القادم 19.07.18 في أمسية احتفائية مع الكاتب زياد أحمد محافظة ومناقشة أعماله الروائية. بمشاركة د. محمد صفوري، د. صفا فرحات، د. رباب سرحان وعرافة المحامي حسن عبادي.

يجدر بالذكر أن الأمسية أقيمت برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني- حيفا.

خلود فوراني سرية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .