مع قصيدة ” يوم أحببتك ” للشاعرة ريم أبو ريا بقلم: شاكر فريد حسن

يوم أحببتك
داعب قلبي دفء المكان
وطغى سحر حضورك
كأمير قرأته في كتاب
يوم علمتني التحكم بدفة القارب
في مواجهة الأمواج
يوم رقص حولنا المساء
وتبسم لنا القمر
وغازلتنا النجمات
يوم نقر سنونو الزجاج
وطار منتشيا باتجاه الأضواء
ففرت دمعة جوى
فوق ساعديك
فمسحتها وخبأتني بين الاهداب
عندها انكشفت مخاوفي في أول لقاء
فمسحت شعري الطويل
بحفنة حنان
لكني عرفت انذاك
معنى جنة الله في الارواح
عرفت الفردوس في عيون ملاك
صاحبة هذا النص الوجداني الرهيف الشفاف والدافىء، هي ريم أبو ريا ابنة سخنين في الجليل الأشم.
والمربية ريم أبو ريا شاعرة ناعمة ورقيقة تكتب الشعر الحر، ولها حضورها في المشهد الشعري الجديد، تنشر نتاجها الشعري والنثري وخواطرها الأدبية على صفحتها الفيسبوكية، وفي عدد من المواقع الأدبية الالكترونية المحلية والعربية، ولها مشاركات في الأمسيات الشعرية والأدبية.
وكان قد صدر لها مجمع شعري بعنوان ” شموخ البيلسان ” .
تتنوع مضامين وموضوعات ريم أبو ريا، مما يكسبها رونقًا وجمالًا وبهاءً، ونصوصها مفعمة وممتلئة بالكثير من المشاعر الانسانية الوجدانية والوطنية الصادقة الجياشة.
وفي نصها المنشور أعلاه نجدها شاعرة عاشقة، مجمورة ومكتوية بلهيب العشق، تعبر عن مكنونات القلب، فتخاطب الحبيب وتناجيه، وتحرس حبه بأريج البنفسج وعطره المنثور، فنعيش معها قي أجواء من الرومانسية الحالمة، حيث الحب والشوق والحنان والجوى والاقحوان والنجمات والقمر، ونستشف في كلماتها الكثير من الشفافية والحس المرهف والعاطفة والأناقة المحببة.
كتابة ريم أبو ريا تتميز بتكثيفها اللغوي الشديد، الذي يجعلها تندرج في اطار ما يعرف بقصيدة الومضة أو الفكرة، وهي قصائد غالبًا ما تكون العلاقة مع الآخر/ الرجل هي محور النص، ما يجعل الخطاب موجهًا في الغالب من ضمير الفرد المؤنث/ الشاعرة، الى الآخر/ الرجل، حيث تبثه أشواقها وحنينها وتستعيد معه أجمل لحظات السعادة والفرح، حتى يتحول الى محور عالمها الذي تظل تدور حوله وتستمد منه احساسها الجميل بالحب والأمل.
ويبدو عالم ريم أبو ريا الشعري عالمًا ورديًا زاهرًا تظلله الأحلام، مزركشًا ومرخرفًا بألوان قوس قزح، انه عالم سحري خاص يتميز بنقاوته وجماله ورقته، وهي كزهرة ربيعية يفوح من بوحها رائحة الوفاء والنقاء والبراءة القوية.
ومن نافلة القول، قصيدة ريم أبو ريا تشدنا بعفويتها وأجوائها ولغتها الشعرية البسيطة الخلابة، ولما تتميز به من عدم التصنع في صياغة التعبير، والقدرة على الابحار في نهر المعاني والعبارات، فتنجح في انتقاء المفردة، التي تنساب معها بلا تصنع وبلا نحت متعب للذهن والفكر، ما يجعلها شاعرة جيدة تحث الخطى نحو مستقبل شعري واعد وأخضر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .