كتب: شاكر فريد حسن
عن الدار العربية للعلوم ناشرون، صدر حديثًا كتاب جديد للمفكر اليساري الكبير كريم مروة بعنوان ” التجديد في الاسلام كالتجديد في الاشتراكية .. ضرورة تاريخية في شروط العصر “.
يقع الكتاب في ١٤٢صفحة من الحجم المتوسط، وهو مقاربة جديدة حول العلاقة بين الاسلام والاشتراكية، والربط في التجديد بينهما، كضرورة تاريخية في شروط العصر، ويستهله بما يعتبره مروة ” مدخل ضروري قبل الدخول في متن الكتاب ” بقوله: ” قد يبدو غريبًا عندي هذا الربط بين التجديد في الاشتراكية والتجديد في الاسلام، لكنني فيما أدعو اليه وأنا مقتنع به انما أدعو الى تحرير مجتمعاتنا مما هي غارقة فيه منذ عقود من صراعات فكرية وسياسية غير مبررة ومن حروب اهلية مقرونة بتدخلات خارجية من كل الجهات والاتجاهات، وتحريرها على وجه الخصوص من الحركات السلفية التكفيرية التي تستند الى الاسلام، نقيضًا مطلقًا لقيمه الانسانية السمحة”، مع عدم اغفاله، حركات التجديد في الاسلام، وحتى المسيحية، مع الاضاءة على تجربة المطران غريغوار حداد، الذي تبنى فكرة العلمانية في الدين، وأكد على مدنية الدولة في كتاباته التجديدية.
ويقدم مروة تحليلًا حول أسباب انهيار التجربة الاشتراكية، وما تعرض له الاسلام من التشويه في قيمه العليا ومبادئه السامية عن طريق الحركات الاصول، ولكن من دون نسيان محاولات حركات الاصلاح الديني بدءًا من حركة النهضة العربية في القرن التاسع عشر واستكمالًا لها في القرن العشرين “.
يتوزع الكتاب على اربعة اقسام ، القسم الأول قراءة في سير أربعة مسلمين مجتهدين كبار والقاء الضوء على محاولات كل منهم في الاجتهاد والتجديد في الاسلام.
أما القسم الثاني فيتناول اعلان مؤتمر الأزهر الشريف ويحتوي على قراءتين حول الاجتهاد والتجديد فيه لكل من أنطوان قربان وخالد الدخيل.
بينما القسم الثالث فهو نصوص اسلامية أولى وآيات قرآنية مختارة، صحيفة النبي في المدينة وحديث شريف وثلاثة أحاديث للخليفة عمر بن الخطاب، وللخليفة علي ابن أبي طالب.
أما القسم الرابع والأخير فجاء تحت عنوان ” هكذا قرأت ثورة اكتوبر الاشتراكية في مئويتها، وقدمت قراءتي التجديد في الاشتراكية، ويشتمل على نص مداخلة مروة في ندوة بجامعة مئوية في تونس.
وفي ختام الكتاب مرفق ملحق: رأي في الكتاب، ورأي في التجديد في الاسلام لسماحة السيد رحيم أبو زغيف الموسوعي رجل الدين العراقي المفكر الديمقراطي المدني.
يذكر أن كريم مروة هو باحث ومفكر سياسي مماركسي لبناني، من مواليد العام ١٩٣٠، انتمى الى الشيوعية منذ شبابه المبكر، وانتخب لمراكز قيادية في الحزب الشيوعي اللبناني، تفرغ للكتابة ونقد التجربة السابقة، بعد تقاعده من العمل السياسي اليومي الملتزم. كتب الكثير من الأبحاث في مجلة ” الطريق “اللبنانية اليسارية، وتتميز كتاباته بالنقد والنقد الذاتي، وتشغله التحولات الكبرى التي يشهدها العالم والبحث الدائم عن الطريق المؤدي الى مستقبل أفضل لبلده لبنان ولسائر الأقطار العربية.
وانجز مروة أكثر من عشرين مؤلفًا، نذكر منها: الشيوعيون الأربعة الكبار في تاريخ لبنان الحديث، نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي، افكار حول تحديث المشروع الاشتراكي، قادة تاريخيون كبار في ثورات القرن العشرين، في البحث عن المستقبل، فلسطين وقضية الحرية، نحو جمهورية ثالثة، عشية افول الامبراطورية، جدل الصراع مع اسرائيل وجدل الكلام معها، الفكر العربي وتحولات العصر، حوار الايديولجيات، بين افكار ماركسية وافكار دينية، اعترافات نهايات القرن،،ازمة النظام العربي واشكاليات النهضة، ملامح الشخصية اللبنانية، وجوه مصرية مضيئة في الفكر والأدب والفن، الوطن الصعب، والدولة المستحيلة.