صالح مراد مربي الأجيال ومعلم الأبجدية .. وداعًا

بقلم: شاكر فريد حسن
رحل عن دنيانا الأستاذ صالح مراد ( أبو رامي ) ابن قرية كفر مندا، وهو من الرعيل الأول في تدريس اللغة العربية قي المدرسة الثانوية البلدية بالناصرة، لأكثر من أربعة عقود، ويشهد له الجميع بسعة اطلاعه، ودقة الملاحظة، وثقافته العميقة، وشغفه بالأدب الكلاسيكي، وعشقه للغة الضاد.
وبوفاته تفقد وتخسر اللغة العربية واحدًا من مراجعها وعشاقها.
عرفنا الراحل صالح مراد شخصية متعددة الجوانب، المربي والمثقف والمثابر على الاطلاع، والشخصية الاجتماعية والتربوية، والانسان الدمث المتواضع، والصديق المحب والوفي ورجل العائلة.
لم يتخذ التعليم كمهنة فحسب، بل استغلها كأداة ناجعة لتربية الأجيال على الانتماء والهوية الوطنية وتحبيب لغة الأم الى نفوسها، حيث كانت هذه اللغة وطنه الروحي وعشقه الدائم.
كان اكثر من معلم، وأكثر من مرب. كان حجة في اللغة، ومدرسة في التربية، وقدوة للمعلمين.
صالح مراد كان هادئًا في حياته، رزينًا ورصينًا في مماته، أمينًا لرسالة التربية والعلم، وفيًا لأهله ومجتمعه ووطنه وشعبه، مخلصًا لطلابه وزملائه واصدقائه، متمسكًا بعقيدته، لا يضيع البوصلة، نظيف اليد واللسان.
وعرف بنيل وكرم الخلق، والأصالة، والشهامة، وعزة النفس.
فسلام على جسدك يا أبا رامي، يا سيد الكلام، ومربي الأجيال، ومعلم الأبجدية.
وسلام على روحك، وتحية لكل القيم التربوية الشريفة التي دعوت اليها وذدت عنها ونفذتها ، وبها تبقى حيًا بعد الموت، ورغم الموت، في وجدان طلابك وتلاميذك. ووجدان شعبك وأهل بلدك، الذين كرموك في حياتك مع زميليك د. جورج قنازع، ود. فاروق مواسي.
وعاشت ذكراك حية باقية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .