طالعتنا وسائل الاعلام بان الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية في اسرائيل سيكون من بين الذين سيوقدون “شعلة الـ 70 لاستقلال اسرائيل”، كان هذا الخبر الغريب مفاجئا للكثيرين منا. فهناك أسباب عديدة للاستهجان ولرفض هذا الطلب.
يا فضيلة الشيخ لن اتطرق الى هذا الشأن رغم أهميته من باب القومية العربية الفلسطينية، ولا ليوم النكبة، ولا لقضية اللاجئين من أبناء شعبنا الذي يعيش في الشتات، حتى وانت تشعلها معلنا البدء باحتفالات عيد الاستقلال، لا تتذكر ما يقارب المليونين شخص الذين عاقبتهم الدولة عقابا جماعيا من سكان غزة المحرومين من الكهرباء الا لبضع ساعات يوميا، لكن وانت توقدها لا تنس بيوت ابناء مذهبك “المعتمة” في قرانا التي يقارب عددها الـ 5000 بيت! ولا تنس البيوت التي قيد الانشاء وغير الموصولة بشبكه الكهرباء بحجة بنائها غير القانوني، لا تنس الشاب نايف كيوف وزوجته وطفله الذين وجدوا جثثا هامدة وكانوا ضحايا السبب ذاته.
يا فضيلة الشيخ لا يغرنك المصفقون والمباركون من أهلنا فهذا الموقف يعد انتصارا وتعزيزا لمواقفهم الخاطئة منذ عشرات السنين، هؤلاء لا يهمهم حالنا ولا تراثنا ولا حضارتنا ولا مشاكلنا، انهم مثل الثعالب ينهزمون خلسة حين نطلبهم، كل جهدهم هو الحفاظ على مصالحهم الضيقة، نراهم فقط في الطقوس والاحتفالات والولائم، لم يرتفع صوتهم يوما من اجل قضية.
لو نظرت يا فضيلة الشيخ الى السنين التي مضت وتمعّنت أكثر بالشخصيات التي اوقدت الشعلة من الأقلية العربية مع احترامي الشديد لقسم منهم، ولماذا هم من اختيروا! ما كنت قبلت اضاءة الشعلة، فمقام الرئاسة الروحية لا يتلاءم مع هذه النوعية من الاحتفالات لا مشاركة ولا حضورا…. لو اعادت لنا الدولة جزءا من حقوقنا المهضومة، وجزءا من ارضنا المصادرة، ولو طورت قليلا قرانا، وسمحت بتوسيع مسطحاتنا وتفهمت أكثر لاحتياجاتنا لتغاضينا عن باقي الأمور وتفهمنا أكثر قبولك الطلب!