جلالُ سخريات جليلية/ سهيل عطاالله

 


من قرية جليلية اسمها البقيعة يطل علينا مفيد مهنا بسخرياته وابداعاته.
اصداراته تحكي قصصا تُصور بصدق احوال وأفعال وأهوال حاضرنا ومستقبلنا.. معه نجد انفسنا نتنفس عادات وتقاليد غريبة عجيبة ملتحفين بالمشاكل على انواعها والآلام على اختلاف قروحها وأوصابها.
في سخرياته يحترف الكاتب الاعلامي مفيد مهنا اختراق جدار الصمت فيعوم معاكسا لتيار الصامتين اللامبالين.. مقالاته لا تعرف ان تكون مقطوعة الصلة بنبض الشارع وأنفاس الناس وبنبض ما يدور في بيوتنا وحواري وطننا. لقمة كاتبنا مغمَّسة بهموم الناس.. همّ الناس همّه.. وغم الناس غمه.
في اجمل تجليات يراعه نجده يقدم نشرة أرصاد عن الحال والاحوال.. فيها ينأى عن ذكر درجات الحرارة وتقلبات الاجواء فأرصاده ليست الارصاد التي نعرفها.. في نشرته يحدثنا عن منخفضات اجتماعية في منسوب الاخلاق والثقافة وحب الوطن.. هذه المنخفضات مشبعة بعناصر التحريض الذي تفرزه ضغوط عائلية وطائفية وسياسية.
في نشرة أرصاده عن الاجواء الانتخابية السائدة تتلاطم الامواج فتتقاذف زوارقنا امواج التشهير والتجريح والاغتياب وشراء الذمم فيتنافس عشاق الكراسي وعباءات المخترة لينسى الاخ اخاه والجار جاره وينسى الوصوليون امن وأمان اهل الوطن!
في مقالاته على صفحات الاتحاد الغراء التي تغرد عنادلها على شرفاتنا كل صباح يكشف مفيد مهنا عورات الذين يتناهشون للفوز بالسيادة والاستئثار بالقيادة. في تصويره واقع حياتنا يضع الكاتب يده على مواطن الوجع معريا الابتزازات والتحرشات الجنسية وغير الجنسية التي يتتوج بها سادة القوم وحكامه.
بأسلوبه الشيق يزاوج ابو علاء بين محكيتنا وفصحانا فيدفع قراءه للتعلق بحروفه وكلماته.. في ابجديته هذه يمتشق يراعه سلاحا يحارب بمداد صاحبه سوءات المجتمع وكأنه بهذا يعيد إلى الذاكرة قامة طيب الذكر اميل حبيبي الذي قال يوما: “ان السخرية سلاح يهز عرش الظالمين”.
مع هكذا كُتّاب نخطو بعيدا عن الامَّعات المتسلطين الذين لا يهدمون الا وطنهم ولا يقتلون الا اهلهم ولا يستبيحون الا ثروات أمّتهم.

 ‘صحيفة الاتحاد 03/04/2018

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .