المجلس البلدي والمكتبة العامّة والاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين يستهلّون غرّة الشهر بأمسية ثقافيّة وفنيّة راقية

 

جاءنا من الناطق الرسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل الشاعر علي هيبي: بمبادرة وتنظيم أمينة المكتبة العامّة في مدينة قانا الجليل، الأديبة ميساء عواودة عضو إدارة الاتّحاد القطريّ، وبأجواء بهيجة ازدان بها المكان والوجوه وبحضور نوعيّ ولافت من البلدة كفر كنّا وقرى الجليل ومدنه، وكذلك من أعضاء الاتّحاد القطريّ وأصدقائه، اُفتتح يوم الخميس الموافق 1/3/2018 برنامج آذار للثقافة الوطنيّة والفنون بأمسية راقية الإعداد والإخراج والمضامين، تحت عنوان “ياسمين الثقافة واللغة العربيّة”، في قاعة المكتبة العامّة، وقد كانت الأمسية تحت رعاية رئيس البلديّة السيّد مجاهد عواودة.

 ويشار إلى أنّ الشاعر علي هيبي عضو الأمانة العامّة والناطق الرسميّ للاتّحاد قد تولّى إدارة الأمسية مستهلًّا بدعوة سريّة كشّاف أبناء قانا البلديّ بقيادة الأستاذ أمجد أمارة لاستقبال الأمسية الأولى والجمهور وتزيين اللقاء بعرض كشفيّ يليق بالأمسية الآذاريّة، ومن ثمّ دعا إلى المنصة السيّد مجاهد عواودة رئيس البلديّة مهنّئًا له ولأهل قانا بتحوّل القرية ونيلها صفة المدينة في الأيام القريبة، وممّا قاله: “إنّ هذا التحوّل له دلالة قاطعة على قوّة وجودنا وحيويّة حضورنا وتشبّثنا بحقوقنا، وأوّلها الصمود والبقاء والتطوّر في وطن الآباء والأجداد”. وقد تطرّق هيبي في افتتاحيّته إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربيّة، لأنّها وجهنا الحضاريّ ولغة التخاطب اليوميّ ولغة الانتماء القوميّ، وهي اللغة التي نقلت إلى العالم حضارة إنسانيّة وثقافة وعلومًا ما زال العالم يتظلّل في أفياء فوائدها. وعبّر كذلك عن ألمه وحزنه ورغم رقي لغتنا وجمالها، إلّا أنّنا نلاحظ أنّ الكثير من المؤسّسات والمعاهد والمرافق العامّة والمصالح الخاصّة يضعون على محلّاتهم اليافطات باللغة العبريّة وليس بالعربيّة، وهذا ما يغمّ البال أن نهمل لغتنا بحجج واهية وتافهة، ولذلك دعا إلى التراجع عن هذه الخطيئة بتزيين اليافطات باللغة العربيّة، عروس اللغات. وكذلك دعا هيبي إلى استخدام اللغة العربيّة في التخاطب اليوميّ والتقليل من ظاهرة استخدام العبريّة، أو المزج المقيت بين اللغتيْن. ودعا إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي فيها، إذ لا يليق ولا يجدر أن يكون التحصيل بالعبريّة أعلى من العربيّة في مدارسنا، وهي لغة الأمّ التي يجب أن نصونها كما تصوننا، ويجب أن نعتزّ بها اعتزازنا بكلّ قيمنا وأرضنا ووجودنا وانتمائنا وأمجادنا.       

وفي كلمته الترحيبيّة حيّا الرئيس الحضور من المدينة والضيوف، وبخاصّة أعضاء الاتّحاد القطريّ، ونوّه بأمينة المكتبة العامّة، التي آزرها دائمًا في برامجها التثقيفيّة في مدارس المدينة ومؤسّساتها، وحيّاها على جهودها الفائقة في العمل على التحضير والتنفيذ لهذا البرنامج الثقافيّ والوطنيّ، وكان من أبرز ما جاء في كلمة الرئيس لما نوّه به هيبي عن أهمية تواصلنا بلغتنا فقط فأعلن أنه ومنذ الغد، ستكون لغة التخاطب الوحيدة في مكاتب المجلس البلدي ومؤسّساته ومرافقه اللغة العربيّة فقط. وقد قوبل هذا الإعلان بالتصفيق والإعجاب. وفي نهاية الكلمة دعا هيبي وبطلب من رئيس البلديّة السيّد فراس عبّاس المستشار الشخصيّ للرئيس، مقدّمًا له درعًا تكريميًّا وشهادة تقديريّة على تفانيه في العمل البلديّ ونشاطه الدؤوب. وقام السيّد عباس بدوره بواجب الشكر والاحترام.     

وكانت التحيّة الثانية لمديرة المكتبة المتميّزة ميساء عواودة، وبكلمة رقيقة وشاعريّة حيّت المجلس البلدي وشكرت الرئيس الداعم دائمًا للبرامج الثقافية لأهميتها القصوى في تقوية الروابط الاجتماعية ونشر القيم السامية في البلدة، وحيّت أعضاء الاتّحاد القطريّ على مشاركتهم وحضورهم، كما حيّت الضيوف المميّزين من المدينة والضيوف، ولا غرابة في تلك الشاعريّة في تعابيرها الجميلة، فميساء شاعرة وتعمل على إصدار ديوانها الأوّل وكاتبة لأقاصيص ذات لغة شاعريّة مكثّفة. كما دعت الجمهور إلى حضور الأمسيات من كلّ يوم خميس في شهر آذار، شهر الثقافة الفلسطينيّة وشهر الأمّ والمرأة وشهر الأرض وربيع جليلنا الأخضر. 

وكان في أمسية آذار الأولى دور للشعر والثقافة، حيث ألقت الشاعرة وفاء حزّان من قرية “أبو سنان” وعضو إدارة الاتّحاد قصيدتيْن جميلتيْن مستمدتيْن من واقعنا المأزوم، الأولى بعنوان “الجرّار”، وهي قصيدة جديدة كتبت خصّيصًا للأمسية الآذاريّة في كفر كنّا، والثانية قصيدة “الشام”، استحضرت فيها ما تعانيه الشام من آلام ومحاولات للتقسيم، وهي مهد العروبة والحبّ.

كما قدّم الشاعر توفيق محاميد من قرية “معاوية”، وهو عضو الاتّحاد أيضًا، مداخلة ذات رسالة كبيرة عن قيمة اللغة العربيّة وحفاظها على هويّتنا القوميّة، وبمضمون قريب من الوجدان وبأمثلة من الواقع المعيش وبأسلوب بسيط وممتع، لاقى إعجابًا من الحضور، استطاع توفيق أن يوصّل فكرته ورسالته من المداخلة، وهي ضرورة الرجوع إلى لغتنا في البيت والمدرسة والشارع وأماكن العمل وصدّ كلّ المخاطر المحدقة بها.

وفي مسك ختام هذه الأمسية وتزيينًا لأنسها وترويحًا عن نفوس الحاضرين بالغناء والموسيقى، دعا هيبي مرحّبًا بفرقة “المجد” من قرية “مجد الكروم”، فرقة الطرب الأصيل بقيادة المدير الفنّيّ وعازف الكمان الفنّان قاسم خلايلة والمدير الفنّيّ لمعهد “الشباب للطرب الأصيل” لتعليم العزف والموسيقى وعازف العود الفنّان عزّ الدين خلايلة، وبمشاركة الفنّان مجد خلايلة على الأورغ والفنّان أحمد السرّيس على الرقّ والفنّان محمّد خلايلة على القانون، ومع الأصوات العذبة والجميلة للمطربين الرائعين والفنّانين الواعدين: إلهام عيسى، لما سليم، دينا حمّود وأحمد خطيب، أوركسترا كاملة حقًّا، قدّمت للحضور وجبة فنيّة دسمة من رحبانيّات الزمن الجميل ومن روائع سيّد درويش، وفعلًا كانت هذه الفقرة فنًّا مصفّى كصفاء العيون والخدود وساحرة كسحر طبيعة بلادنا وعذبة كعذوبة لقاء العاشقين بعد فراق طويل.

                             

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .