*”عيد العدس” هو اسم الكتاب الجديد الذي صدر للكاتبة المبدعة ميسون أسدي، التي فاجأت القراء الأطفال بأسماء جديدة للأعياد لم نسمع عنها من قبل وهي جديرة بالتفكير للآباء والأطفال معًا… حول هذه الفكرة المبتكرة، أجرينا حوارًا خاطفًا مع الكاتبة أسدي، ومع الفنان المصري سمير عبد الغني، الذي وضع رسومات هذا الكتاب، وهذا هو المشروع الثاني الذي يقوم به عبد الغني مع أسدي، بعد كتاب “أين اختفت حبّة السّمسم الألف”.
تقول ميسون: منذ سنوات عديدة وأنا أفكّر بطريقة تجعل أبنائي يحبّون أكلة معيّنة، وقد بائت محاولاتي جميعها بالفشل، إلا أن اهتديت إلى فكرة مميّزة عن طريق الحيلة، وبعد تجربتها، كنت أعتقد بأن الحيلة انطلت على أطفالي، حتّى اكتشفت بأنهم كانوا يعرفون الحيلة رغم تناولهم الطعام غير المرغوب فيه من قبلهم، فقد أعادوا عليّ نفس الحيلة ووقعت فيها كما حصل معهم، وهذا هو موضوع الكتاب الجديد والطريف.
وعن الأفكار المميّزة والغريبة لقصصها، تعلق ميسون: ليس بغريب بأنّ معظم الأفكار جاءت أثناء تربيتي لأطفالي، وهذا ما حصل مع معظم كُتّاب الأطفال، لكنّني دائمة البحث والمطالعة، وأحيانًا يكون الكبار هم مصدر قصصي، فالأخطاء بالتربية هي مصدر أساسي، وهذا لا يعني أنني أستثني نفسي منها. الشيء الأساسي لما أكتبه هو اتباعي طرق جديدة في البناء القصصي وأيضا معالجة الأمور المسلّم بها وكأنها حقيقة لا تتغيّر، ممّا يحرّك عقل الطفل ويجعله يناقش الأمور قبل أن ينفّذها بشكل أعمى.
القصة فيها رسالة للأهل باستعمال طرق ابداعية لتشجيع ابنائهم على انماط سلوكية حسنة مثل التغذية المعززة للصحة ونهج حياه سليم بعيدا عن مغريات العصر التي باتت تحرك اولادنا دون تفكير بالعواقب
وفي حديث مع الفنان المصري، رسام الكاريكاتير المعروف سمير عبد الغني عن أهمّيّة التعاون بينه وبين الكاتبة أسدي، قال: شيء رائع أن أرسم مع فنانة مبدعة تعشق الأطفال وتحرص على إسعادهم، كما أنها تمارس الكتابة بروح المبدع الهاوي الذي لا يبحث عن شيء سوى وصول الرسالة، فهمّها الهدف والمبتغى.
وعن الفرق بين رسمه للكبار ورسمه للصغار ينوّه عبد الغني: عندما أتعامل مع الأطفال، أحرص على مساحة الصدق وأن تكون رسالتي من خلال الرسم غير مباشرة
ومبهجة، فالأطفال قادرون على معرفة من هو صادق ومن هو كاذب.
وينهي سمير حديثه متوجّها لأطفال فلسطين قائلا: الناس يتحدثون دائمًا عن أطفال فلسطين، وهذا الكتاب فرصة كي أكون حقيقيًّا، فالرّسوم هي أبسط شيء أقدّمه تعبيرًا عن المحبّة وبعض من العطاء الذي أريد أن أقدّمه لهم، فهؤلاء الأطفال سوف يكون بينهم بطل، وأنا أسعى بصدق كي أساهم في تكوينه البصري والنفسي، وهذه فرصة للتعبير عن وحدة حقيقية ولو في كتاب لكاتبة من فلسطين ورسام من مصر.
وتشير أسدي إلى أنها سعيدة جدًّا بالتعاون مع عبد الغني وغيره من الفنّانين المصريين، فهي تعرف القدرات الرّهيبة لديهم ودائمًا كانت تحلم بتقديم عمل مشترك معهم، وها قد حصل الأمر، فقرّرت زيارتهم في القاهرة والتعرّف إليهم عن قرب. وتلفت النظر، على أن الفنّان عبد الغني، قدّم لها هدية، وهي عبارة عن هيكل فني لرأس الفنان المصري العالمي رسّام الكاريكاتير جورج البهجوري، صنعها الفنّان المصري الفذ جلال جمعة، وأن أهم ما فيها أنها كلها مصنوعة بقطعة سلك واحدة يشكّل خط متصل من الابداع.
ويؤكّد عبد الغني، أن هذا الهيكل، يقدّم بمثابة جائزة سنوية لفن الكاريكاتير، ويحصل عليها واحد من بين ألف متقدم للجائزة، وقد رأى بأن يقدمها لميسون تعبيرًا عن إعجابه الشديد لإبداعها القصصي.
ويقول الكاتب الفلسطيني زياد جيّوسي: ربّما من باب الصدفة المجردة أنّني التهمت طبقًا من العدس في بيت أخي أثناء زيارتي لهم، لأفتح بعدها قصّة جديدة لميسون فأجد عنوانها “عيد العدس” فابتسمت للمصادفة وبدأت أقرأ وأتمعّن الرسوم، وأعجبتني الفكرة كثيرًا، فكم عانينا من دلال أطفالنا وهم يرفضون الأطعمة ويقولون: لا نحبها.. علمًا أنّهم لم يتذوّقوها ولكن هكذا قرروا، وهذا كان يلبّك زوجتي ويتعبها حين تضطر خضوعًا لرغباتهم لإعداد أكثر من صنف، ولا تلتفت لنصيحتي “أن اتركي الجوع يعضهم وعندها سيأكلون”، وهو أسلوب أهالينا معنا، فكبرنا ونحن نأكل ما يقدّم لنا.
ما أوردته ميسون في قصّتها عن فكرة وأسلوب الأب كانت رائعة باختراع فكرة “عيد العدس” التي نالت إعجاب الطفلة، فزرعوا العدس بأطباق على القطن، وزيّنت الطفلة لوحات بحبّات العدس، وأكلت وجبة المجدرة بشهيّة وهي كانت ترفضها من قبل، ممّا أثار استغراب الأم