يتوجّه الشابان ساعر يهلوم ومتان هلمان، يوم الأحد القريب 11 شباط، إلى مركز التجنيد في “كريات أونو”، للإعلان رسميًا عن رفضهما الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يتم الحكم عليهما بالسجن الفعلي في أحد المعتقلات العسكرية.
وهذه هي الحالة الأولى لسجن شباب من مجموعة “رسالة الرافضات 2017” التي وقع عليها حتى الآن 99 شابًا وشابة يهود، نهاية العام المنصرم، والتي أثارت عاصفة إعلامية وسياسية. وقد جاء في الرسالة: “قررنا أن لا نشارك في احتلال وقمع الشعب الفلسطيني، هذا الاحتلال الذي يقسم أبناء البشر لمعسكرين عدائيين. فما دام هناك أناس يعيشون تحت الاحتلال الذي يسلب منهم حقوق الانسان وحقوقهم القومية لن نستطيع الوصول الى السلام”.
وجاء في “إعلان الرفض” الذي كتبه الشاب ساعر يهلوم وهو عضو اللجنة المركزية للشبيبة الشيوعية: “أرفض التجنّد للجيش بسبب معارضتي لسياسة حكومة إسرائيل المتواصلة منذ 50 عامًا من السيطرة على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة تحت حكم العسكري لا يختارونه، فضلاً عن سياسة التمييز والاستغلال تجاه جميع الفئات المهمّشة داخل دولة إسرائيل. (…) أرفض سياسة الحواجز، وهدم البيوت، والاستيطان، وملاحقة الحركات السياسية، وحظر التجوّل والاعتقالات التعسّفية. باختصار: أرفض احتلال شعب بأكمله تحت حكم عسكري معادٍ لهم (…) أرفض أن يُرسَل أبناء وبنات جيلي ليكونوا قوة شرطة استعمارية على أبناء جيلنا الفلسطينيين في خدمة حكومة الرأسمال والاستيطان”.
“أنا أرفض من منطلق طموح ودعوة لاندماج حقيقي لإسرائيل في المنطقة. إنّ سياسات التدخّل الأمريكية، المتحالفة مع السعودية وقطر والقوى الأكثر ظلاميةً في المنطقة، والتي تعمل ضد طموحات الشعوب في الاستقلال والديمقراطية بغية ضمان مصالح حيتان الرأسمال – هذه السياسات لن تجلب الاستقرار والسلام. وعلى الشعب في إسرائيل أن يكون شريكًا لشعوب المنطقة، وليس كنبتة غريبة تتطلع إلى الغرب. هذا طريقنا الوحيد لتحصيل الاستقلال القومي الحقيقي”.
“أنا أرفض أن أخدم حكومة تحرّض على رفاقي العرب مواطني الدولة، والتي تبيع الغاز التابع للشعب بأبخس الأثمان، والتي تبقي على نار الصراع مشتعلة في خدمة مقاولي الجدار الفاصل وأساطين صناعات السلاح. إنّ هذه الحرب تُشنّ في سبيل الذهب الذي يلمع في أحداق أصحاب المال”.
واختتم الشاب ساعر يعلون رسالته: “أنا أرفض وأقول: ليتني شمعة في الظلام”، مقتبسًا الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدة “فكر بغيرك”.