نظم مركز مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا ندوة أكاديمية، بالتعاون مع مقهى ليوان في الناصرة، لمناقشة وتقديم كتاب “إسرائيل ومواطنيها الفلسطينيين: الامتيازات الاثنية في الدولة اليهودية” الذي حرره بروفيسور نديم روحانا. الكتاب، الذي يشمل ثلاثة عشر فصلاً لكتّاب وباحثين من مجالات مختلفة في العلوم الاجتماعية، يطرح رؤى جديدة حول المجتمعين الفلسطيني والاسرائيلي وحول الصراع العربي الاسرائيلي. مستنداً على أسس وحقائق تاريخية، يعرض الكتاب كيف قامت اسرائيل بمأسسة الامتيازات الاثنية لليهود على حساب العرب في فلسطين.
تحدث في الندوة محرر الكتاب بروفيسور نديم روحانا، أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الصراعات في كلية القانون والديبلوماسية في جامعة تافتس وزميل بحث في مركز مدى الكرمل، وايلان بابية، أستاذ التاريخ في جامعة اكستر ومدير عام المركز الاوروبي لدراسات فلسطين، ود. ايمن اغبارية، المحاضر في قسم التربية في جامعة حيفا ورئيس برنامج اللقب الثاني في دراسات التربية والمجتمع والثقافة، وأدارت الندوة د. أريج صباغ-خوري، المحاضرة في قسم العلوم الاجتماعية وعلم الانسان في الجامعة العبرية في القدس وزميلة بحث في مدى الكرمل.
افتتحت الندوة بترحيب من سامي جبالي صاحب مقهى ليوان الثقافي شاكرًا مدى الكرمل على هذا التعاون. المداخلة الأولى كانت لإيلان بابيه، جاء فيها انه “بالرغم من انه هناك العديد من الكتب حول الفلسطينيين في اسرائيل إلا انّه لا يوجد الكثير من الكتب المُحررة التي تغطي مجمل الجوانب المتعلقة بهم. مجمل المقالات في الكتاب تحاول الوقوف حول التوتّر بين الرؤية الذاتية لإسرائيل بأنها ديمقراطية وبين الواقع اليومي المناقض للديمقراطية.” وقال بابيه “أحد الأمور التي اود الاشارة لها في الكتاب هو: إلى أي درجة يؤمن اليهود الاسرائيليون ان خطابهم ديمقراطي وأنهم الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. وعلى سبيل المثال فإن أحد الباحثين نظر إلى بروتوكولات الحكومة، أي المستوى السياسي، فوجد ان خطابها ديمقراطي ليبرالي بينما الافعال مناقضة للأقوال، في حين وجد باحث اخر- تطابقاً بين الافعال والأقوال في حالة القادة العسكريين”.
المداخلة الثانية كانت لأيمن اغبارية، الذي كتب أحد فصول الكتاب، وجاء فيها ان: “الكتاب بهذا الشكل وبهذا المعنى والحجم هو ليس اكاديمي فقط بل هو محاولة لتغيير الواقع، وهو يهدف لترسيم خطوط جديدة لماذا نعني بالدراسات الفلسطينية، لأنه هنالك صراع على المعرفة في العالم، فمثلاً في العديد من الجامعات في العالم كثيراً ما تجد مراكز للدراسات الاسرائيلية او اليهودية وقلّما تجد مراكز للدراسات الفلسطينية.” وأضاف اغبارية انه “هنالك منظومة فكرية لكل فصول الكتاب هي منظومة الاستعمار الاستيطاني، وهنا مهم الإشارة انه بالإضافة لدراسة المشروع الاستعماري من المهم ان ندرس الفلسطينيين وردودهم، عليه فالفلسطيني متغيّر أيضاً، ومن المهم السؤال في هذا المضمار عن كم الدراسات الاثنوجرافية الفلسطينية، وعن كم الابحاث التي تفحص ما يفكّره الفلسطيني، هناك فقر في هذا الجانب.”
المداخلة الثالثة كانت لمحرر الكتاب نديم روحانا جاء فيها: “في احد مقالات الكتاب يظهر ان السياسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين في السنوات الاولى لم يتم اتخاذها اصلاً في الحكومة، حيث كان هناك لجنة خاصة اسمها “اللجنة الامنية المركزية” التي شملت بن غوريون والحاكم العسكري ورئيس الشاباك وقائد الشرطة ومستشار شؤون العرب، بالتالي يمكن الحديث بشكل ديمقراطي ليبرالي في الحكومة ولكن هذه اللجنة تقر السياسات بشكل فعلي. هذا الكتاب شدد بشكل واضح انّ الصهيونية لها خطاب مختلف عن الممارسة” وحول الهدف من وراء الكتاب أشار روحانا انّه حاول “سد فراغ للقارئ والطالب الغربي بخصوص السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين في اسرائيل، وفي مواضيع مختلفة مثل موضوع التعليم والأرض والاقتصاد”