الناشطة ريما خوري صاحبة “بيت ريما” التراثي: من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل  

 

 

“بيت ريما” اسم على مسمى، فهو بيت تراثي في الحارة القديمة بوسط قرية فسوطة، تتزين جدرانه بالصور الفوتوغرافية واليدوية، وبعض الرسومات التشكيلية وما اليها من امور تراثية، صممتها واعتنت بها  صاحبة البيت السيدة ريما خوري.

 عند زيارتك لهذا البيت ورغم ما يحكي عنه، تبقى مشدودا الى ما  تقوله هذه المرأة المميزة، وكيف اصبح هذا الصرح، المتواضع الشكل الشامخ المضامين، دائما للحركة بقيام مجموعات وافراد من عرب ويهود من مختلف مناطق البلاد بزيارته  والاستماع الى صاحبته ..

هذا وكان لطاقم موقع مقع الوديان وبالتعاون مع موقع”وين” زيارة لهذا البيت والتقينا مع  مؤسسته الناشطة الاجتماعية ريم خوري، متزوجة من سميح خوري ام لشابتين وشاب في مقتل الاعمار، وعلى الرغم تواضعها عرفنا انها  مُدَرّسة لغة انجليزية ومصممة ازياء وما يتبعه من تنسيق ملابس واستشارة مظهر، وهي في المراحل النهائية للقب الثاني في مجال الجندرة والمساوة الاجتماعية.. ورغم انها دائما مشغولة باستقبال الزوار والحديث اليهم تقول انها تجد راحتها بما تقدمه للآخرين:

من تقصدين بالآخرين من فضلك؟

ـ المجتمع بشكل عام، وتلك المجموعات  والعائلات والافراد من عرب ويهود، من الذين يتقاطرون الى بيتي، اضف اليهم اهل بلدي فسوطة وخاصة الطلاب والاجيال الناشئة.

 ما الذي يطلعون عليه وتقدمينه لهم.

ـ في مجال اللغة والفنون والاهتمامات التراثية وغيرها من فعاليات ونشاطات وثقافة وفنون..  

طبعا هذه الاعمال والنشاطات  ضمن ما يعرف ببيت ريما فهل تصفين لنا كيف نشأت فكرة هذا الصرح؟

ـ نعم انه كان مجرد حلم بعمر سنتين، تحول الى واقع  واستطيع ان أؤكد بأنه حيّز تراثي اجتماعي ثقافي، لكل ما هو موجود او ما زال راسخا بالأذهان، من قيم تراثية ثقافية واجتماعية في قريتي فسوطة، التي احبها واعشق جمالها كلؤلؤة في جليلنا الشمالي، وان هذا الحلم الذي تمخض عنه هذا البيت، اصبح ملفتا للأنظار، هادفا ينظر الى الماضي ويقتبس  مكنوناته ويرنو الى الافضل  بمزيد من النشاطات  والاعمال النظرية والعملية.

هل صادفتك صعوبات؟

ـ لا لم تكون عائقا، لأن مجمل الامور كانت مرسومة في مخيلتي، ثم كان دور كبير لطلابي بتقديم المساعدة الى درجة اصبحوا جزءا من البيت ، في حين اصبح “بيت ريما” مركزا يستقطب الفنانات والفنانين ومختلف المواهب المحلية. وتعدى بيت ريما التطلعات ليصبح بيتا حاضنا لكل فنان او فنانة  ولكل ناشط تأسره ملكة العطاء.

من اين تستقين البرامج والاهداف  والنشاطات النظرية وتحولها الى عملية وواقعية؟

ـ افتش دائما عن امور كانت تشغل بال الجدات وما كان يدور في فلك الماضي، استذكرها واعتني بها لتبدو وكأنها قد حدثت اليوم .

مثل هذه الغزارة في النشاطات الا تبعث على الملل  احيانا.

ـ بالعكس هي محفز للمزيد، مثلا عندما اعلنت عن نيتي اقامة  فرقة للدبكة، تَسجّل إليها ما يزيد عن خمسن شاب وشابة من الآجال الطالعة،  تولت الاهتمام بتدريبهم مدربة متمرسة من معليا ومدرب متألق من ترشيحا.

واسمح لي ان اضيف: ان لدينا رساله لنقل رسلتنا الى المجتمع الاخر ومنها تبادل الزيارات والنشاطات مع جيراننا اليهود، فبالإضافة لتلك المجموعات التي نستقبلها من مختلف مناطق البلاد هناك فعاليات ولقاءات مع جيراننا في المستوطنات المجاورة،  فلعلنا نساهم في ترسيخ التفاهم ونشر المحبة واسس الاحترام المتبادل بين الشعبين من اجل عيش كريم وبسلام.

 وبالنسبة للبلد الام ماذا فعلتم خلال اجواء هذا الميلاد

 ـ نعم بالمقابل خرجنا بزيارات تهنئة بالعيد لكبار السن واكدنا لهم بان “بيت ريما” يمتد حيويته منهم راجين لهم اعواما مديدة وياما سعيدة وحياة رغيدة. كما كانت لنا فعليات مع الصغار، تهدف الى التطوع والعطاء ومساعدة الاخر خاصة مَن هم في مستوى سنهم من اطفال بحاجة لرعاية ودعم.

هل بمثل هذا النشاطات وصل بيت ريما الى الاكتفاء

ـ طبعا لا، وامامنا الكثير من الاقتراحات والاعمال والاهداف والكثير من المهام تصب في مجال انقاذ ما يمكن انقاذه من تراثنا.. في حين يقترح علينا البعض تقديم ما يحتفظون به من ادوات واعمال تراثية لتكون جزءا من بيت ريما. وبدوري أكدت لهم انها تبقى محفوظة باسم أصحابها .. وغير هذا من اقتراحات واهداف ولا اريد هنا التفصيل اكثر، فشعارنا المزيد من العمل والقليل من الكلام والاجيال الطالعة لا تعرف بما الكفاية عن تراثنا الاصيل وقد تنساه كليا الاجيال القامة مع التأكيد ان “بيت ريما” وضع امامة مهام الحفاظ على هذا التراث على مختلف مناهلة والاشارة الى ان مَن ليس له ماضي ليس له لا حاضر ولا مستقبل.

  من جانبه موقع الوديان ايضا يتمنى لبيت ريما وصاحبته وجميع القيمين عليه المزيد من العطاء والنجاح وبالتوفيق

2 IMG_6119 IMG_6121 IMG_6123 IMG_6124 IMG_6125 IMG_6126 IMG_6131 IMG_6133 IMG_6137 IMG_6140 IMG_6141

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .