نظم مركز مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا ندوة أكاديمية لمناقشة وتقديم كتاب “جسد الدولة المشتهاة – المجتمع، العلم والسياسة في مؤسسة الطب العدلي الفلسطيني” للمؤلفة د. سهاد ظاهر-ناشف. الكتاب هو عبارة عن ثمرة بحث ميداني أجرته الباحثة في معهد الطب العدلي الفلسطيني الواقع في جامعة القدس أبو ديس، قامت به في إطار دراستها للدكتوراه في العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعة العبرية.
تحدّثت في الندوة كل من د. سهاد ظاهر-ناشف مؤلفة الكتاب، د. هنيدة غانم، مديرة مركز مدار- المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، وبانة شغري، محامية وخبيرة في مجال حقوق الانسان والقانون الدولي، وادارت الندوة عرين هواري، من مركز مدى الكرمل.
المداخلة الأولى كانت لمؤلفة الكتاب د. سهاد ظاهر-ناشف، التي قامت باستعراض فصول الكتاب المختلفة، حيث تسرد المقدمة منظومة الطب العدلي ومعاهد ومؤسسات الطب العدلي الفلسطيني، بالإضافة إلى التطور التاريخي لمنظومة الطب العدلي الفلسطيني. الفصل الأول في الكتاب يقوم بسرد الأدبيات والكتابات عن الجسد في العلوم الاجتماعية عامّة وكيفية صياغة الجسد في الأدبيات العربية خاصّة. الفصل الثاني يقوم بتحليل وتوثيق انعكاس السياق السياسي-الاجتماعي على سيرورة جسد الميت والميتة. اما الفصل الثالث، فيتناول كافة الفتاوى الخاصة بالميّت والميّتة في فلسطين عامّة ولمنظومة الطب العدلي خاصّة. الفصل الرابع يوثق كيفية تأثير هويّة الميّت والميّتة على كينونة جسده\ا حين يصل أو لا يصل، بسبب هذه الهوية، لمنظومة الطب العدلي والتّشريح. الفصل الخامس يتتبّع المنطق البيروقراطي لمنظومة الطب العدلي الفلسطينية في ظل غياب دولة، وجود سلطة فلسطينية واحتلال-استعمار إسرائيلي. ويقوم الفصل السادس بمناقشة قضايا الحيّز-زمن جسد الميّت والميّتة.
وجاء في تعقيب د. هنيدة غانم: “عندما قرأت الكتاب، كثيراً ما شعرت بصعوبة بسبب الكثير من المشاهد، لكن هذا امر لا بد منه من اجل الدراسة. هذا الكتاب سوف يثري المكتبة المتخصصة بدراسة المجتمع الفلسطيني، وهو ينتمي للبحث الاثنوجرافي، المعني بفهم السلوك الانساني.
وجاء في مداخلة المحامية بانة شغري: “نجحت الكولونيالية بأن تجعلنا نقوم بتذويت أفكارها عنّا، وكم نحن بحاجة لكسر هذه الأفكار. على المستوى القانوني، نتحدث عن الحق في الانتصاف القانوني، الحق في الحياة، الحق في الحماية من التعذيب، الحق في اجراء عادل. لكن الحديث عن الجانب القانوني ليس هو المهم، هنالك مرجعيّة ومضبطة قانونية، لكن عن أي قانون نتحدث عندما ينتهك الحق الأول وهو حق الوصول الى الجثة.”
يذكر ان الكتاب صادر باللغة العبرية عن دار “ريسلينج” وعدد صفحاته 290. وستصدر نسخة عربية موسعة قريبا.