دخل الخريف من بوابة الصّيف واعتراه خجل الغربة كيف لعصافيره أن تغادر وقد سجّلت اسمها في ملّف الحاضرين ..
رباه ..ارفق بحالة التّائهين المغتربين رغم جواز سفرهم وختمه على يد أمهر الماهرين.
وأنا أعتلى منصّة المهاجرين وأمسك بسمّاعة غبيّة وأعلن صمتى على الملأ وصرختي على الورق..لا تهاجروا فالجنوب ضاق ذرعًا بالحالمين.
سأكتبها يا ولدي أجل أجل سأكتبها قصّة الزّورق الذي غاص في لجّة البحر وعاد بسمكة فضيّة وطوق نجاة لكنّه تاه في متاهة السّراب وعاد ليس أدراجه بل أدراج غربة صمّاء.
وأنا ما زلت أتخبّط بورقة رطبة من دموعي البلهاء التي ذرفتها طوعًا خوفًا على مملكة الحياة التي تعوم بها أسماك حبّك والضّمير.انتفضي أيّتها الاحلام …فشراع جذورك أقوى من الاوهام
وعادت حليمة لعادتها القديمة ..تنزع شويكات الصّبر عن قلبها الرّهيف
ولسان قلبها يقول… للغياب في ازدحام الحضور .. ..انكسار للرّوح وخذلان للفكر وقضيّة أخرى في دنيا الآوهام.