أتوجه بهذا الكتاب المفتوح الى رئيس وأعضاء لجنة المتابعة العليا، رئيس وأعضاء اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية، رؤساء وأعضاء اتحادات الكتاب والمنتديات الثقافية، رؤساء وأعضاء سكرتارية الأحزاب والحركات السياسية، رؤساء وأعضاء الجمعيات والهيئات المجتمعية، والى كل من يهمه الأمر.
وأبدأ كتابي بتوجيه تحية عربية وبعد.. في اليوم الذي تحل فيه الذكرى السنوية الـ 47 لرحيل أكبر زعيم عربي في العصر الحديث، جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين أيلول، نتطلع الى الخامس عشر من شهر كانون الثاني 2018 حيث تحل الذكرى المئوية الأولى لميلاد القائد القومي العربي الكبير، هذا القائد التي خرجت الشعوب العربية كافة وقوى التقدم والتحرر في العالم تبكيه، واعترف خصومه وأعداؤه بخصاله المميزة.
ومن نافل الكلام أن أعرف وأعدد وأنوه الى هذا القائد العروبي الكبير، الذي عرفناه وعايشنا عصره وما زلنا نحمل له مكانة رفيعة في قلوبنا وضمائرنا وذاكرتنا الجماعية، وأثبتت الأيام والسنوات أنه أخلص وأصدق قائد عربي وأكثرهم تواضعا وتفانيا واستقامة ووطنية، وكان أكثرهم نصيرا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. محبة شعبنا له لا تحتاج الى تأكيد أو اثبات، وما برح الكثيرون من أبناء شعبنا شهودا على ذلك، فيروون أن الشوارع في بلداتنا العربية كانت تخلو من المارة عندما يلقي عبد الناصر خطابا، حيث يتحلق الجميع حول جهاز المذياع المتوفر ليستمعوا لخطابه كبارا وصغارا. وما زلنا نذكر تلك المسيرات العفوية ومراسم الجنائز التي انطلقت في كل مدينة وقرية وتجمع سكاني، بعد انتشار خبر وفاة القائد والرئيس والأب جمال عبد الناصر، في مشهد لم يسجل التاريخ مثيله تعبيرا عن المحبة والاخلاص لقائد أفنى حياته يدافع عن قضايا أمته ويحمل همومها وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، فخرج الجميع يبكون من اعتبروه أبا لهم ونصيرا وحاميا وأملا. ولم يبق شاعر عربي وبالأخص فلسطيني ولم يكتب قصيدة رثاء لعبد الناصر، ومعظم كتابنا تحدثوا عن المرحلة الناصرية في قصصهم ورواياتهم وتأثيرها على تاريخنا وشعوبنا. أما سيرته ومسيرته وتاريخه لا يمكن لأي كتاب أن يضمها بين دفتيه.
ان محبة عبد الناصر راسخة في قلوبنا ولا شك، وذكره حي في وجداننا بكل تأكيد، ومكانته بين أبناء شعبنا بقيت ثابتة رغم حملات التشكيك والحقد. من أجل ذلك كله من حق هذا الرجل القدوة والنموذج أن نقوم بتكريم ذكراه، خاصة وأننا ما زلنا مقصرين تجاهه. وكي لا تبقى علاقتنا بعبد الناصر عاطفية فحسب، يجدر بنا أن نراجع تلك التجربة بشكل عقلاني ونستفيد من دروسها ونرسخ نهجها لتشكل طريق حياة لنا.
من هنا أتقدم باقتراح أن تقوم هيئتكم الموقرة بالاحتفال بذكرى مئوية عبد الناصر خلال شهر كانون الثاني القادم بالشكل الذي ترتئيه، وأن تختار الموضوع والجوانب التي تراها مناسبة، حيث لا يمكن لأي هيئة ويعجز أي احتفال عن شمول كل تراث هذا القائد العظيم. وحبذا لو بادرت لجنة المتابعة العليا بصفتها السقف الأعلى لكل هيئاتنا السياسية والمجتمعية الى تنظيم فعالية قطرية بهذه المناسبة، وفاء منا لقائد نذر نفسه لقضايا أمته ولنصرة شعبنا الفلسطيني وأسلم الروح وهو يجاهد ويعمل على ايقاف نزيف الاقتتال العربي في الأردن وحقن الدماء الفلسطينية.
فلا يعقل أن تمر هذه المناسبة دون التفات اليها، لا يعقل أن نواصل تجاهل عظمائنا، بينما شعوب العالم تكرم قادتها التاريخيين ممن هم أقل شأنا وقيمة من عبد الناصر، حق لنا أن نفتخر بشخصية كهذه كان العالم كله يحترمه وعندما يحل أي عربي في أي بلد من بلدان العالم ينادون عليه “ناصر”. اسم عبد الناصر ملأ الدنيا وأشغل الرأي العام العالمي بأسره، رفع من شأن العرب وزرع الكرامة فيهم، فهل نواصل التهاون الذي وصلنا اليه من بعده، وهو الذي دعانا الى أن نواصل المسيرة دون توقف، مؤمنا بدور الجماهير وقدرتها على احداث التغيير المنشود.
وهنا أضع الاقتراح بين أيديكم وفي ضميركم الحيّ، وثقتي كبيرة بأن تقدموا على ذلك دون تردد.
( شفاعمرو/ الجليل)